قف : هناك خلل !!!!! الجزء الأول

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين

playstore

ونحن على مشارف توديع سنة واستقبال أخرى ، نقف لنتأمل الملامح الإقتصادية للمغرب الجديد الذي يروج له عبر المشاريع الكبرى التي إنطلقت و تلك التي أعلن انها ستنطلق في السنوات السبع القادمة .
وجاءت الزيارة الملكية للإمارات العربية المتحدة لتجيب على جانب من التساؤلات الشرعية حول التمويل و مصادره.
لقد كرس المغرب بهذا التوجه، التنوع في القطاعات ،و التكامل في المشاريع ،و رسم ملامح دولة صاعدة إقتحمت بجرئة مختلف المجالات ،واصبحت دولة مصنعة و منتجة و مصدرة في قطاعات تضاهي بها القوى العظمى .
مغرب اليوم لم يعد مغرب الفلاحة فقط رغم سنوات الجفاف ،ولم يعد يقتصر على السياحة رغم حرب اوكرانيا و غزة التي أثرت سلبا على بعض الاسواق السياحية ، و مغرب الصناعة التقليدية لازال يقدم نفسه كمنتوجات محلية و قاعدية منافسة رغم منافسة الصين في غزو الاسواق بمنتوجات مماثلة تكون تقليدا و قابلة للإتلاف في وقت وجيز .
المغرب اليوم إنفتح على صناعات حديدية ثقيلة كالسيارات و القطارات والطائرات والسفن البحرية .
وانفتح على الطاقات المتجددة كالطاقة الريحية و الشمسية و المدن المستدامة الذكية و المبتكرة .
و اصبح واجهة لسياحة المنتديات و المحافل الدولية عبر احتضان مختلف المواعيد الدولية في شتى المجالات .
وانفتح المغرب على المراكز والعيادات الاستشفائية ،و فتح المجال للقطاع الخاص للإستثمار فيها عبر جلب سلسلة مصحات دولية .
ضاعف المغرب من صادراته في مجال الخضر و الفواكه نحو أوروبا و افريقيا ،واصبح المصدر الاساسي لضمان الامن الغذائي لهذه القارات .
وأعلن عن التنقيب وعن بدء الإستغلال للعديد من المواقع الغنية بالغاز محققا توازنا بين الحاجيات الصناعية و حاجيات الأسر المغربية في أفق إلغاء المقاصة بخصوص الغاز .
وما يسري على الغاز يسري على البترول ،و اطلاق المغرب لاكبر عملية تنقيب في تاريخه ،وعززها باتفاقيات لتغطية حاجياته الآنية .
و المغرب كاول دولة في العالم منتجة للفوسفاط جعلته ينتقل من مرحلة التصدير الخام الى تصدير السائل و الاستثمار في الأسمدة محليا .
في مقابل كل هذا ،حرص المغرب على تقوية بنياته التحتية من طرق ومطارات وموانئ و سكك حديدية و الطيران الجهوي و الطرق السيارة .
ولن يكفينا مقال واحد لجرد كل المجالات والقطاعات التي يقطع فيها المغرب اشواطا كبيرة ، لكن السؤال :
أين هي آثار كل هذا على المواطن ؟
كيف يمكن ان يكون المغرب بكل هذه الانطلاقة الاقتصادية الواعدة ولا زال يتربع في مؤخرة الدول في مؤشر التنمية ؟
في الجزء الثاني من هذا المقال سنعرض بالتفصيل لمجمل التناقضات الصارغة التي يعيشها المغرب بين اقلاع معلن و أزمة متعددة الجوانب تكرس الفقر و العوز والحاجة .
انتظروني غدا مع الجزء الثاني.
فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى