زلزال الحوز يكشف نفاق الرئيس الفرنسي ويدفعه الى التمرد على البروتوكول وتوجيه عبارات محملة بالتحريض

playstore

كل العبارات التي جاءت على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون تفتقر للجدية وتعبر عن نفاق فرنسا السياسي، ذلك ان التعبير عن الحزن لما حدث يوم الجمعة ليلا، وتوجيه العبارة الى الشعب المغربي، متناسيا البروتوكول الرسمي للدولة الذي يجب ان يحترم السيادة والمنهج الديبلوماسي الواجب اتباعه.
و على الرئيس الفرنسي ان يعلم ان الشعب المغربي يرفض ان يخاطبه ممثل دولة دون المرور عن طريق المؤسسات السيادية، وعليه لا يحق لاي رئيس دولة في العالم ان يخاطب ألشعب المغربي او يعرض المساعدة عليه الا عن طريق المؤسسة الملكية، باعتبار جلالة الملك هو الممثل الأسمى للأمة و المخاطب الوحيد نيابة عن الشعب المغربي، طبقا لمضمون الدستور المغربي الخالي من اي فصل يسمح للرئيس الفرنسي بان يخاطب الشعب المغربي مباشرة وبعبارة تتجاوز مكانة ملك البلاد ومؤسسات السيادة.
و تبقى عبارات الرئيس الفرنسي بعيدة عن الجدية، و تنتمي لنفاق العلمانية الفرنسية والتطاول طبقا لسياسة فرق تسود، والتحريض ما دامت هناك تجارب فرنسية سابقة حاولت تشتيت المغاربة كالظهير البربري، وما قامت به لتشتيت الشعوب المغاربية، وما يزال النفاق متجدر في السياسة الفرنسية تجاه المغرب وافريقيا، و ما العداء المستمر بين الجزائر و المغرب الا طبخة فرنسية استعمارية، و الرئيس الفرنسي ماكرون يعلم جيدا اسم المهندس الفرنسي الذي استعمل المقص لتقطيع الاجزاء الترابية من المغرب وضمها للجزائر، والانتقاص من الوحدة الترابية للمغرب التي تعتبر اليوم شرط لاستمرار العلاقة الفرنسية مع المغرب . كما ان ماكرون سمع و يعلم جيدا ان النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم والى صدق الصداقات وجودة الشراكات الا وهي الصحراء المغربية.
كما ان مواقف قصر الاليزي لم تعد ذات قيمة امام الطوق المغربي لمصالحه و المقاربة التي اتبعها لتغيير شركائه ، اضافة الى تشبت الشعب المغربي بوحدة وطنه وهويته الثقافية والحضارية.
ومن جهة أخرى فان العلاقة بين الشعبين الفرنسي والمغربي ليس بالضرورة ان تمر عبر رؤساء الدول المنافقين، فالمغاربة والفرنسيين يعيشون معا رغم التيارات السياسية المتطرفة التي تحاول ان تدس السم في العلاقة بينهما اعتمادا على توظيف التطرف الديني او السياسي العلماني.
فالمملكة المغربية من حقها ان تقبل المساعدات فقط من الدول التي تعبر عن صدق الروابط مع المغرب، خصوصا الدول التي تعترف بمغربية الصحراء هي التي يمكن قبول مساعداتها لكونها صادقة و مقرونة بالوضوح في المواقف، مثل اسبانيا و الامارات وقطر و ابريطانيا .
فمنذ إعلان المغرب تعرض إقليم الحوز لهزة أرضية وصلت الى 7,2 درجات على سلم ريشتر مساء يوم الجمعة الماضي، وما خلفه من كوارث وضحايا وخسائر مادية، توافدت كل أشكال الدعم العالمية على المملكة المغربية، و حلول وفود من جنسيات مختلفة عبارة عن فرق للانقاذ.
كما ان حملة الدعم التي يقدمها المجتمع الدولي وقوفا الى جانب المغرب في محنته الطبيعية، وتكريسا لمبادئ التضامن الإنساني التي اصبحت ثقافة عالمية متخطية كل الحدود.
ففريق الإنقاذ الاسباني مكونا من 56 جنديا و4 كلاب انطلق من مطار سرقسطة نحو مدينة مراكش المغربية على متن طائرة من طراز A400″.
بالاضافة الى فرق الانقاذ الذي ارسلته دولة اسرائيل، تعبيرا عن الجدية التي تفتقر اليها كل من فرنسا و سليلتها الجزائر.
و دولة قطر الشقيقة ، وبتوجيه من أميرها تم ارسال فريق إنقاذ للمغرب، تابع لقوى الأمن الداخلي القطرية مرفوق بالمعدات والمساعدات الموجهة للمغرب قصد المساهمة في البحث عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض، وذلك انطلاقا من واجب الأُخوة.
وقامت دولة تونس بارسال فريق من الحماية المدنية إلى المغرب من أجل دعم جهود البحث والإنقاذ.
ويتكون الفريق التونسي من 50 عونا وإطارا من الوحدة المُختصة، و6 أطباء حماية مدنية، مصحوبين بأجهزة رصد حرارية مُتطورة وطائرة مُسيرة للكشف عن الضحايا تحت الأنقاض، ومستشفى ميداني تابع للحماية المدنية التونسبة للمساهمة في لتقديم العلاجات للمصابين.
كما بعثت المملكة الاردنية الهاشمية فريقا للإنقاذ، يتكون من 75 فردا، تابعا لمديرية الأمن العام، مجهز لتقديم الاغاثة و الدعم للضحايا.
وارسلة دولة التشيك، فريق إنقاذ تابع للإطفاء والإنقاذ التشيكية، من أجل المساهمة في عمليات التنقيب عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض، وهو الفريق، الذي عمل بسوريا وتركيا إثر الزلزال الذي شهدته الدولتان في فبراير الماضي.
وقد تقاطرت فرق اغاثة من مختلف الدول، و عرضت دول اخرى استعدادها لارسال فرق انقاذ متخصصة.
فألمانيا بدورها عن طريق الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة التقنية THW طلبت تحديد نوع المساعدة المطلوبة بالتدقيق، حتى يمكن تحديد الفريق المتخصص في الإنقاذ قبل الذهاب إلى المغرب.
ومن جهتها عبرت تركيا، عن طريق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) عن ارسال فريق مكون من 265 موظف إغاثة من الهيئة والهلال الأحمر التركي ومنظمات غير حكومية تركية أخرى إلى منطقة الزلزال في حالة طلب المغرب المساعدة الدولية. كما اعربت عن استعدادها لإرسال ألف خيمة إلى المناطق المتضررة.
و قالت إدارة الإطفاء التايوانية انها وضعت فريقا يضم 120 من رجال الإنقاذ على أهبة الاستعداد للتوجه إلى المغرب ويمكنهم التحرك فور تلقيهم تعليمات من وزارة الخارجية التايوانية.
بينما فرنسا بقيت خارج سرب المساعدات الدولية بسبب حساباتها غير الواضحة و ازدواجية المعايير لديها تجاه المغرب، ذلك ان المساهمة الوحيدة حسب وكالة الأنباء الفرنسية بقيت محلية وليست وطنية، و إن فريقا محليا من مدينة ليون مكون من رجال الإنقاذ المتطوعين هو الذي وصل الى مراكش للمشاركة في عمليات الإنقاذ، و يمثل مقاطعة ادارية محلية فرنسية، ومكون من أربعة عناصر متخصصين في عمليات الإنقاذ والدعم والبحث وممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث.
وعليه تبقى فرنسا مسؤولة عن تدهور و تراجع مكانتها وقيمتها أمام المغرب الرسمي والشعبي ما لم تخرج من دائرة النفاق والعدول عن الازدواجية في المواقف التي تخفي من خلالها العداء و المواجهة الصريحة مع التاريخ المغربي و حقوق المواطن المغربي والحقوق الثابتة لدولة المغرب وللشعب المغربي التي لا تتغير مهما مر عليها من الزمن .
الدكتور احمد درداري
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى