التربية على الإعلام وسط المجتمع المغربي مشروع مدني جديد بنفس أكاديمي

سمير السباعي

playstore

تشكل التربية الإعلامية مطلبا رئيسيا اليوم داخل المجتمع في ظل الثورة الرقمية التي أرخت بظلالها على كل المشهد السمعي و البصري و حتى المكتوب للممارسة الصحفية نفسها. ضمن هذا الإطار شهد فضاء الشباب المشروع بمنطقة الحي المحمدي بالدار البيضاء يومه الخميس 31 غشت 2023 على الساعة الخامسة زوالا، عقد الجمع العام السنوي للجمعية المغربية للتحسيس والتربية على وسائل الإعلام، حيث كان هذا اللقاء فرصة لمناقشة الحصيلة التي راكمتها هذه المنظمة الجمعوية منذ تأسيسها في سنة 2017 إلى الآن مع ضخ دماء جديدة في هيكلها التنظيمي.
و قد أشار حسن حبيبي أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الآداب و العلوم الإنسانية عين الشق و رئيس هذه الجمعية أن تأسيس هذه الأخيرة جاء بناء على رغبة حقيقية في التدشين لمشروع تربوي بروح أكاديمية و بنفس جمعوي يضمن إنجاز ورشات للتربية و التحسيس على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي أصبحت تحتل مساحة كبرى الآن حسب حبيبي في صناعة و توجيه الفعل التربوي وسط المجتمع في إلى جانب باقي المؤسسات التقليدية من أسرة و مؤسسات تعليمية.
و بالتالي سجد الدرس الصحفي داخل الحرم الجامعي المغربي معنيا حسب إفادة نفس المتدخل بالانخراط في مشروع مدني يهدف بالأساس إلى تفعيل مشاريع تربوية تحسيسية بالإعلام خاصة داخل مدرستنا العمومية التي لا زالت تمثل مقياسا موضوعيا يمكن من خلاله رصد مختلف التحولات المجتمعية داخل بلادنا. خصوصا أن النص الدستوري المغربي حسب حبيبي يدعو بصراحة إلى أن يلعب المجتمع المدني دوره كاملا كشريك لمؤسسات الدولة من اجل العمل على وضع الاقتراحات و صناعة المبادرات على أرض الواقع بما ينسجم مع المنطق التشاركي في التدبير إن صح هذا التعبير. وفي تقديمه لحصيلة بعض منجزات الجمعية أشار السيد الرئيس إلى أن هذه الأخيرة نجحت في القيام بفتح أوراش تكوينية لها علاقة مباشرة بالتربية الإعلامية داخل أزيد من 150 جمعية مدنية تنشط في تراب عمالة سيدي مومن البرنوصي، الأمر الذي يوحي بقوة المبادرة التي تحاول الجمعية المغربية للتحسيس والتربية على وسائل الإعلام الانخراط فيها رغم ضعف الإمكانيات المادية المساعدة في ظل عدم قبول طلبات هذه الهيئة الجمعوية للحصول على دعم رسمي في هذا الإطار، الأمر الذي لم يكن بالاستطاعة تجاوزه دون مساهمات تطوعية من الأعضاء المنخرطين بالجمعية.
وقد حرص بعض من هؤلاء داخل هذا الجمع العام السنوي أن يبرزوا بعض المعالم التي تؤطر عمل هذه الجمعية وأهدافها مثل ما أكد عليه البعض من أن المشروع التربوي على وسائل الإعلام قد أصبح مفروضا تفعيله نظرا لحجم حضور الوسائط الإعلامية الجديدة خاصة الرقمية منها في حياتنا اليومية بشكل شيه كامل ما يدعو إلى ضرورة فتح نقاش علمي و عملي في نفس الوقت، يفضي في الأخير إلى بسط ما يمكن تسميته بقواعد تربوية تحقق التفاعل الجمعي السليم مع وسائل الإعلام والاتصال. في حين اعتبر آخرون أن الجمعية لها راهنيتها القوية الآن في ظل ما يطرحه الإعلام الرقمي من مفاهيم جديدة كالميتافيرس بشكل يلزم بضرورة وضع منظور تربوي مستعجل يستطيع من خلاله المتلقي الفصل بين ما هو واقعي وما هو خيالي. و في تعقيبه أكد حسن حبيبي أن هناك رغبة قوية حاليا في الدفع بهذه التجربة المدنية لتحقق فعلا أوراشا تربوية وسط المجتمع من خلال البحث عن شراكات منتجة مع عدد من المؤسسات بما يضمن استشراف آفاق أنسنة الرقمنة و دعم ذكائنا الجمعي. لا ننسى أن هذا اللقاء عرف حضور عدد من الإعلاميين البارزين في المشهد الصحفي المغربي أمثال الإعلامية بالقناة الثانية المغربية عزيزة العيوني التي أشارت في كلمتها على حتمية ركوب موجة الرقمنة الإعلامية الجديدة لكن شريطة تفعيل خطاب تربوي يضمن تنبيه المتلقي دون التدخل في أشكال و اختيارات تلقيه لهذا المنتوج الرقمي أو ذاك على عكس ما طرحه البعض في هذا اللقاء من ضرورة تفعيل الحس التربوي ليكون بوصلة توجيه قادرة على تمكين المستهلك للخطاب الإعلامي قادرا على حسن الاختيار. وفي الأخير تم تجديد الثقة من طرف منخرطي الجمعية في شخص حسن حبيبي ليتولى تشكيل المكتب المسير لهذه الجمعية حسب ما ينظمه القانون الاساسي لهذه الأخيرة في تجربة اعتبرها حبيبي تكليفا أخلاقيا يطرح عليه تحدي إنجاح استمرارية هذه الجمعية إلى حين بروز كفاءات قيادية جديدة قادرة على حمل المشعل مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى