مهرجان سيدي مومن للمسرح بالدار البيضاء يدشن دورته الثالثة
سمير السباعي
يعتبر الفعل المسرحي رافعة أساسية لتحقيق تنشيط لمساحات من الفعل الثقافي، خاصة اذا ترتبط الأمر بمجهودات بعض الفاعلين المسرحيين المحلية التي يتم انجازها بدعم بعض المؤسسات العمومية والخاصة. ضمن هذا السياق اعلن مهرجان سيدي مومن للمسرح بالدار البيضاء عن دورته الثالثة المنظمة من طرف جمعية معالم النور للثقافة والفنون بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل و بتنسيق مع مقاطعتي سيدي البرنوصي و سيدي مومن تحت شعار “المسرح و أثره في التنمية الثقافية” . و قد حرص المنظمون اليوم الخميس 19 اكتوبر 2023 على الساعة الثالثة بعد الزوال بفضاء المركب الثقافي حسن الصقلي بمنطقة البرنوصي التمهيد لهذا العرس الثقافي بتنظيم ورشات تكوينية لها علاقة مباشرة بالفن المسرحي. حيث شكلت الورشة الاولى التي أطرها مصطفى منتصر كتقني مسرحي محترف سبق له أن راكم خبرات في العمل المسرحي كمتخصص في تقنيات الاضاءة والصوت ذات الارتباط بأبي الفنون، سواء في البدايات الاولى مع مسرح الراحل الطيب الصديقي أو في ما بعد مع فرقة المسرح البدوي التي لازال ينشط بها. و قد حرص المنتصر خلال هذا اللقاء التكويني مع جمهور المستفيدين من المهتمين بالمسرح والمتخصصين والاعلاميين على تقديم مدخل تاريخي أشار فيها الى بروز الفن المسرحي كممارسة تاريخية انطلقت مع الحضارة المصرية القديمة مرورا بالزخم الذي منحته الحضارة الاغريقية لهذه الممارسة الفنية وصولا الى ظهور الاشكال الحديثة في التعبير المسرحي جاعلا من هذه النبذة التاريخية مدخلا لابراز نشوء الحاجة العملية لعناصر الاضاء والصوت داخل العمل المسرحي ككل. و في هذا الاتجاه عمل المؤطر على تقديم شرح لاليات الاضاءة والصوت المعمول بها فوق الركح سواء ما كان مستعملا طيلة عقود من الزمن أو ماهو مستجد الان بفعل التحول التكنولوجي الجديد الذي اختزل هذه العناصر المسرحية بشكل واضح. ولم يفت مصطفى المنتصر توضيح بعض الجوانب التقنية الازمة للعرض المسرحي سواء تعلق الأمر بالزوايا الصحيحة لاضاءة هذا المشهد او ذاك او من خلال التعريف ببعض الوسائل البصرية والصوتية و انماط اشتغالها كعنصر مكمل ورئيسي في اي عملية انتاج مسرحي ضمن تكامل وتناغم مع ما تخطه أيدي مؤلف النص الممسرح و ما تراه العين الاخراجية لمخرج المسرحية بعيدا عن ما يشهده هذا المجال من ارتجالية و نقص في الامكانيات حسب ما جاء في تصريح البعض. كما كانت الورشة الثانية التي اهتمت بتقنيات الرقص التعبيري فوق الخشبة فرصة للمستفيدين للتعرف على ادوات التعبير الجسدي الكاليغرافي المنبعث من ضرورة تحقيق تناغم بين المتن الموسيقي و تقاسيم التعبير المسرحية المعبرة على حمولة المضمون، وهي محاور تكوينية عمل مؤطر الورشة المختص في الرقص التعبيري محجوب اوزال على تسليط الضوء عليها من خلال تمرينات تعبيرية جسدية قدمها في تفاعل مع الجمهور المستفيد على نغمات احدى قطع فيروز الناطقة بالالم الفلسطيني و المعلنة عن صرخة وجودية لايقافه عبر مشاهد تعبيرية قدمها المستفيدون. وقد اكدت المسؤولة الاولى عن الجمعية المنظمة لهذا الاحتفاء المسرحي حنان السككني أن الرغبة كانت و لازالت أكيدة في انجاح هذا الحدث الثقافي رغم الاكراهات التي ظهرت على مستوى بعض اجراءات التنظيم. للاشارة فالجمهور على موعد مع عدة عروض مسرحية و لقاءات فكرية سيتم تنظيمها في اليومين القادمين من هذا المهرجان المسرحي و بمشاركة أسماء معروفة في سماء مسرحنا المغربي تاليفا و نقدا وتشخيصا بنفس فضاء اليوم بالاضافة الى المركب الثقافي ابي عنان بنفس المنطقة.