حنكة الحموشي تجعل جهاز الديستي قاهر الإرهاب وطنيا ودوليا
يعتبر الدور الذي يلعبه الجهاز الأمني والمخابراتي في أي دولة من الأدوار التي لايمكن الاستغناء عنها، وخصوصا في الأزمات المفاجئة التي تتعرض لها الدول، حيث أن هذه الأزمات تحتاج إلى قراءات استباقية، لإنتاج التكتيكات اللازمة من أجل القضاء على الأخطار التي تهدد أمن الدول والمجتمعات، وذلك عن طريق جمع المعلومات وحمايتها ونشرها.والمملكة المغربية لم تخرج عن هذا السياق في المجال الأمني والإستخباراتي.
إن مايميز المجال الأمني الإستخباراتي المغربي هو تجربته وخصوصيته، حيث أصبحت هذه التجربة مثالا يحتذى بها في دول العالم، وقد برز الدور الأمني الإستخبارتي المغربي بعد تولي عبد اللطيف الحموشي لمنصب لمدير مراقبة التراب الوطني ثم والي الأمن العام، ولعل ما أضفى على الأمن الإستخباراتي المغربي تطورا نوعيا هو التجربة المهمة التي كونت عبد اللطيف الحموشي وخصوصا في مواجهة الإرهاب، نظرا لإلمامه بالصراعات السياسية التي كانت حامية الوطيس في سنوات الثمانينات والتسعينات سواءا داخل المغرب وخارجه، إذ أن الرجل تكونت لديه نظرة عامة على الحركات الإسلامية سواءا المعتدلة أو الراديكالية، وكذلك عن الحركات اليسارية بشقيها الإصلاحي والراديكالي، وكذلك السياسات الدولية التي كانت تدور رحاها في الصراعةبين القطب الشرقي والغربي، إذ أنه كان يتابع التجمعات الطلابية حيث كان النقاش السياسي والإيديولوجي مشتعلا، فاستطاع أن يكون نظرة شاملة عن الخطابات السياسية والأيديولوجية وأصبح ظليعا في معرفة الجماعات الإسلامية بجميع تياراتها.هذه كانت بداية عبد اللطيف الحموشي ليدخل بعد ذلك إلى صفوف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني سنة 1993، وقد كون تجربة مهمة خصوصا في الأحداث الإرهابية التي عاشها المغرب سنة 1994، ليترقى بعد ذلك إلى عميد شرطة ممتاز سنة 1997، وعميد إقليمي عام سنة 2001، ومراقب عام سنة 2004، ثم والي أمن عام سنة 2006.
فخلال هذه المراحل التي قطعها عبد اللطيف الحموشي كون لنفسه حنكة سياسية جعلته ملما بالحركات السياسية المغربية وطرق عملها، وكذلك مختصا في الخلايا الإرهابية.
إن الدور الذي لعبه عبد اللطيف الحموشي في تطوير المجال الأمني والإستخباراتي المغربي تظهر نتائجه واضحة سواءا على المستوى الداخلي أو الخارجي، إذ أن أغلب الدول تعاني من الهجمات الإرهابية إلا المغرب وذلك بفضل جهازه الأمني الإستخباراتي، حيث ظل عصيا عن الجماعات الإرهابية التي تحاول جاهدة على زعزعة استقرار الدول، لكنها عندما تصل إلى المغرب فإنها تصطدم بصمام الأمان والعمود المتين الذي يحمي الدولة والمجتمع المغربي، مما جعل الخلايا الإرهابية تحسب ألف حساب للأمن المغربي وجهازه الإستخباراتي القوي بقيادة عبد اللطيف الحموشي لأنها تعرف جيدا أنها ليست أمام أمام رجل عادي يؤدي وظيفته بشكل ألي، وإنما رجل له باع طويل في المعرفة السياسية والإيديولوجية والدبلوماسية، والواقع يتبث هذا عن طريق إفشال أي هجمة للجماعات الإرهابية داخل المغرب، والقبض على أعتى الإرهابيين بسرعة ودقة قل نظيرتهما على المستوى العالمي .
هذا الدور الريادي للأمن الاستخباراتي المغربي امتد إشعاعه إلى خارج المغرب، حيث جعل مجموعة من الدول الكبرى تسعى إلى التعاون مع المملكة المغربية في المجال الأمني الإستخباراتي، بما فيهم أمريكا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا ومعظم دول الخليج والدول الإفريقية…،هذه التجربة الرائدة للأمن الإستخباراتي المغربي بقيادة عبد اللطيف الحموشي جعلت هذا الجهاز يصل إلى العالمية، ويحضى بالثقة والإحترام على المستوى العالمي، مما جعل وسائل الإعلام العالمية تلفت النظر إلى المغرب عبر جهازه الأمني والإستخباراتي، وكذلك طلب مجموعة من الدول عون المغرب في حل مجموعة من القضايا التي تؤرقها وخصوصا في تفكيك الخلايا الإرهابية التي تهدد الأمن والسلام العالميين.ونظرا لما حققه عبد اللطيف الحموشي في الجهاز الأمني والإستخباراتي فإنه يبقى الرجل المناسب لهذه الظرفية التي تشتد فيها الهجمات الإرهابية على المستوى العالمي.