تعليم

عبد الحق الواش المدير الإقليمي للتعليم بمولاي يعقوب يوجه نداء مهما لنساء ورجال التربية والتكوين

أستاذاتنا الفضليات وأساتذتنا الأفاضل…
تحية أخوية معطرة بأنداء المودة ورياحين المحبة، وبعد:
لقد اصطفاكم الله وخصّكم بنعمة بناء الإنسان، روحا وعقلا، وجعلكم عونا للأجيال القادمة لبناء ذواتهم بناء رصينا وثابتا يجابهون به أعباء الحياة ويرسمون عبره مسقبلا مشرقا لهم ولأوطانهم. هي رسالة نبيلة، كاد بها المعلم أن يكون رسولا. لكننا اليوم نقف أمام مفترق حساس؛ من جهة، أطفال يتوقون شوقا للقياكم بانتظام مستمر، ينتظرون وينتظرون، ثم يعودون لا يظفرون بشيء، فطال انتظارهم وتراجع منسوب أملهم، ومن جهة أخرى، ضمير وعقل وجلسات حوار منكبة على حل ما استشكل من قضايا وملفات.
أتوجه إليكم بكلمات الامتنان والتقدير، فأنتم فعلاً مصدر إلهام للأجيال المقبلة وضمير المجتمع الذي لا يتوقف عن الخفقان. نشترك جميعًا- وإن لم نصرح بالأمر علانية- في تلمس الألم الذي يعتصر قلوبنا في كل نظرة نلقيها في أعين أطفالنا داخل الفصول والساحات الدراسية، بل وخارج أسوار المؤسسات التعليمية. عيون تمزج بين الأمل والألم، وجوه تنتظر فرجا مقبلا أسبوعا تلو الآخر.
تروي عيونهم حكايا الطموح والشغف، وفي الوقت ذاته، تعكس التحديات التي تواجه مسارهم التعليمي. نحس حنينكم الصامت، ونعلم أنكم أكثر شوقا للاستمتاع داخل فصولكم الدراسية، وهذا يمنح أطفالنا القوة لمواجهة الحياة بكل شجاعة. إنهم يحملون في أضعافهم مستقبلاً يعتمد على القوة الرائعة التي تمنحونها إلى رحلتهم التعليمية.
نتطلع جميعًا لإعادة زرع الحياة بين أروقة فصولنا، لنتكاثف معا ونستعيد ما فات من تعلمات لنعيد الأمل لأطفالنا، والطمأنينة لأسرهم، ولمجتمعنا الحبيب / لوطننا العزيز. دعونا نجعل من هذه الانطلاقة نقطة تحول في حياتهم، ولنستمر معا في بناء جيل متميز وقادر على تحمل المسؤوليات.
أظن أن الاستماع إلى صوت الضمير والعقل، والنظر إلى عيون أطفال تتوسل أستاذاتها وأساتذتها، سيقود إلى القرار الصائب، والانعطاف إلى الوجهة الصحيحة في هذا المفترق. ولنا العبرة في قصيدة للإمام الشافعي:
– معلمي يا رائدي يا نائبا عن والدي
– أمسي ويومي وغدي في ظل فضلك الكبير
– أنت المعلم الذي به دواما اقتدي
– لولاك عز مأخذي يا مصدر الخير الوفير

ومع أجمل التحايا وأنبل المشاعر لكن ولكم رُسُل التربية…
عبد الحق الواش
مديرية مولاي يعقوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى