ذكرى الاستقلال في أفق مسلسل الاسترداد.
من مظاهر ريادة المملكة المغربية التاريخية، أن حدودها الترابية شملت أغلب مناطق الشمال والغرب الأفريقي خلال العصرين الوسيط والحديث الممتدين على ألف سنة.
ولكون تاريخ الممالك مثل تاريخ الأبدان يزداد ثم ينمو ويعتل ثم يصح من جديد، فإن المغرب الذي استعصى احتلاله من قبل العثمانيين خلال مستهل القرن 16م، وكان الاستثناء الوحيد على مستوى العالم العربي واجزاء من ثلاث قارات سيطر عليها سلاطين الاستانة أو اسطنبول. كما استعصى بعد ذلك على الاستعمار الفرنسي الذي احتل الجارة الشرقية منذ 1830 وعمر بها 132، مقتطعا أراضي شاسعة من الأراضي المغربية وأضافها لمستوطنته التي ستحمل لاحقا إسم الجزائر ابتداء من 1962 على مساحة تضاعف مساحة المغرب المقزمة خمس مرات. فمتى كانت للمغرب الأوسط دولا منتظمة التعاقب، فبالاحرى، أن تكون لها حدودا مع النيجر على مسافة تبعد 2500 كلم عن العاصمة.
واحتلت فرنسا المغرب الأدنى تونس الحالية، منذ 1881، وأفريقيا الغربية ما بين 1890 و 1893.
ولم يدم احتلال كامل المغرب الا خلال الفترة الممتدة من 1934 إلى 1956، أي 22 سنة.
وقد ترتب عن استقلال المغرب بداية مسلسل استكمال وحدته باسترجاع سيدي افنى وطرفاية في مرحلة أولى ثم الساقية الحمراء 1975، ووادي الذهب 1979، ولم لا المطالبة باسترداد الصحراء الشرقية بنفس مسطرة استرجاع صحرائه الغربية، أوما شابه ذلك، ولم لا اقتسام الصحراء التوارقية مع الحركة الازوادية باعتبار أن المغرب حكم تنبكتو وغاو شمال مالي الحالية ما بين 1591م و1883، ومطالبة فرنسا بعد الاسترداد بالاعتذار عن سرقة الأراضي المغربية.
ذكرى 68 لاستقلال المغرب ليست سوى محطة للذكرى والتذكر وقراءة التاريخ والاعتبار منه، والحفاظ على حالة التعبئة العامة داخل المجتمع المغربي الأصيل والتاريخاني والرائد إقليميا. وفرصة لتهيئة ملفات الاسترداد.