احتفاءً بذكراها الـ 69.. وزان تُكرم أسرة الأمن الوطني في حفل يعكس اليقظة والعطاء بـ “دار الضمانة”

وزان/ محمد دمناتي

في رحاب مدينة وزان، “دار الضمانة”، ومع إشراقة يوم يحمل في طياته تقدير أمة لمؤسسة طالما كانت ساهرة على أمنها وطمأنينتها، احتفلت أسرة الأمن الوطني بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.

لم يكن الاحتفال مجرد وقفة تقليدية، بل كان عرساً وطنياً مصغراً، جسد عمق الارتباط بين المؤسسة الأمنية ومحيطها المحلي، وشكل مناسبة لاستحضار تاريخ حافل بالتضحيات والعطاء.

شهدت ساحة الاحتفال توافداً مهيباً لشخصيات تمثل مختلف هياكل الدولة وفعاليات المجتمع المدني بالإقليم. كان في مقدمة الحضور السيد عامل إقليم وزان، الذي دل حضوره على الاهتمام البالغ الذي توليه السلطات الإقليمية لدور الأمن في تحقيق التنمية والاستقرار المحليين. وإلى جانبه، اصطف كوكبة من الشخصيات المدنية والعسكرية، في مشهد يعكس التكامل والتنسيق بين مختلف أجنحة الدولة.

حضر الكاتب العام للعمالة، ورموز السلطة القضائية ممثلة في رئيس المحكمة الابتدائية بوزان ووكيل الملك، إلى جانب باشا المدينة والسلطة المحلية، ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية، في إشارة واضحة إلى اللحمة التي تجمع هذه الأجهزة في خدمة المواطن والوطن.ولم يغب عن المشهد الحضور الوازن للمؤسسات المنتخبة والفعاليات المجتمعية، حيث شارك نائبا رئيسي المجلس الإقليمي والبلدي، وممثلو الهيئات المنتخبة والمجتمع المدني، ليؤكدوا على مقاربة الأمن الشامل التي تشرك الجميع في حفظ النظام وبناء السلم الاجتماعي.

كما كان لحضور شيخ الزاوية الوزانية ورئيس المجلس العلمي المحلي رمزية عميقة، تبرز الارتباط الوثيق بين الأمن بمفهومه الواسع والقيم الروحية والأخلاقية التي يستند إليها المجتمع المغربي.

انطلقت فعاليات الحفل في أجواء ملؤها الوقار والفخر. ردد الحضور النشيد الوطني بقلوب خاشعة وأصوات يملؤها الإجلال لرمز السيادة الوطنية، قبل أن تُتلى آيات بينات من الذكر الحكيم، لتنير بداية الحفل ببركات الإيمان.

بعد ذلك، تناول رئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني الكلمة، ليقدم استعراضاً شاملاً لحصيلة عمل مختلف المصالح الأمنية التابعة للمنطقة خلال السنة المنصرمة. بكلمات تحمل معاني المسؤولية والالتزام، أبرز المجهودات المبذولة في سبيل مكافحة الظواهر الإجرامية، وتعزيز التغطية الأمنية، وتكريس مبادئ الشرطة المجتمعية.

كما شدد على أهمية مواصلة هذه الجهود بتفان أكبر، بهدف ترسيخ الإحساس بالأمن لدى المواطنين، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجهاز الأمني وعموم الساكنة، باعتبارها دعامة أساسية لأي عمل أمني ناجع.

وفي لفتة تعكس عمق التعاون بين قطبي التعليم والأمن، ألقت المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كلمة أشادت فيها بالدور الإيجابي والفعال الذي تقوم به عناصر الأمن في تأمين محيط المؤسسات التعليمية بوزان، وحرصهم على سلامة التلاميذ.

كما نوهت بالتعاون المثمر الذي أبدته المصالح الأمنية في تسهيل وتبسيط إجراءات حصول تلاميذ البكالوريا على بطائق التعريف الوطنية، مما يساهم في إعدادهم بشكل سلس لموعد الامتحانات الحاسمة.

ولأن الشعر ديوان العرب ولسان حال مشاعرهم، فقد أضفى رجل الأمن الشاعر محمد الهبري لمسة فنية وإنسانية على الحفل، بإلقائه قصيدة زجلية حملت بين أبياتها أصدق عبارات التقدير والامتنان لنساء ورجال الأمن الوطني. كانت قصيدة تجسد التضحيات ونكران الذات التي يتحلى بها أفراد الأمن، وتثمن عطاءاتهم اللامحدودة في سبيل حماية الوطن والمواطنين.

وفي الختام، رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بأن يحفظه ويسدد خطاه، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وأن يشد أزر صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل الحضور إلى المولى عز وجل بأن يديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والاستقرار والرخاء.

لقد كان احتفال وزان بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني مناسبة متجددة لتأكيد الولاء والإخلاص للمؤسسة الأمنية، والاعتراف بجميل صنيع رجال ونساء يضعون أرواحهم على أكفهم ليظل الوطن آمناً مطمئناً.

Exit mobile version