سقوط طائرة رئيس إيران : تمرين إعلامي…الوجه الآخر المفترض للحقيقة !!!؟

playstore

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير، ماي 2024 .
فجأة – كما هو حال الفواجع – ظهر الخبر في الإعلام الدولي كالنار في الهشيم ، إختفاء طائرة الرئيس الإيراني بمنطقة جبلية .
قطعت القنوات التلفزية برامجها ونشراتها و بتث نقلا مباشرا لتطورات الحادث /الحدث . وعلى مدى أزيد من عشر ساعات لا جديد يذكر ولا تطور يرصد !!،
وهنا ابدعت القنوات في إستغلال البث للخوض في مواضيع مرتبطة بالموضوع ، فكانت البداية بعرض السير الشخصية ومسارات ركاب الطائرة ، و الطائرة نفسها ،صنعها ،قوتها،قدراتها،وتاريخها مع الحوادث …
وكلما طالت ساعات انتظار الجديد ،كلما تشعبت المواضيع ، بين من يرصد ردود الفعل الدولية ،و بين التشريعات المنظمة في الدستور الإيراني لحالات غياب الرئيس او وفاته .
وقنوات أخرى تفتح باب الشكوك و التأويلات حول ما إذا كان الحادث من تدبير جهات أجنبية أو حتى داخلية، ومن له المصلحة في مقتل رئيس جمهورية إيران و ووزير خارجيته في يوم واحد ،ومدى تأثير ذلك على الأوضاع في المنطقة …
لقد اصبحت كل المواضيع تتكامل واصبح الجميع يستفيد من الوضع ومن الساعات التي تلت الحادث قبل إعلان العثور المفترض على الطائرة و بعدها إعلان مقتل كل من عليها .
لقد تعمد الإعلام الدولي ومعه أجهزة الحكومة الإيرانية عدم طرح الأسئلة الصحيحة وسط كل هذا الزخم من القنوات ومن التصريحات و من البث المباشر ومن التحليلات.
لم يستفسر احد إلا قلة قليلة عن البروتوكول المعمول به في تنقل طائرات الرؤساء ،بحيث تكون دوما محاطة بطائرات دفاعية ،
فأين ذهبت هذه الطائرات، خاصة وأن الرئيس كان في مهمة رسمية و ليس في جولة سياحية ؟
رغم ذكر كل خصوصيات الطائرة ،لكن لا احد فتح النقاش كيف أن الطاقم لم يطلق إشعارا للرادارات حول سوء الاحوال الجوية ،وبين النزول الإضطراري و بين السقوط ؟
وحتى عندما أعلن الهلال الاحمر الإيراني ومن بعده الحكومة الإيرانية انهم تواصلوا مع طاقم الطائرة ، لم يفصحوا عن مصير الرئيس ،مع ان في مثل هذه الحالات يتم تدريب الطاقم على الإشعار بحالة الركاب قبل الخوض في اي تفاصيل أخرى .
يبدو ان الحكومة الإيرانية ومعها الإعلام العالمي مارسوا جميعهم سياسة الإلهاء قبل إعلان وفاة الرئيس !!!
ويبدو أن النظام الإيراني كان في حاجة إلى عشر ساعات كاملة كي يحضر لإعلان وفاة رئيس الجمهورية والترتيبات التي تلي وفاته .
ويبدو حسب ما توفره التكنولوجيات الحديثة ومن الرادارات الأرضية و الجوية و الفضائية ،و تجهيزات الطائرة الرئاسية و الأقمار الإصطناعية و الهواتف الخلوية أن مقتل ركاب الطائرة عرف فور وقوع الحادثة و حتى قبل وقوعها عبر الإشعار عن عطل او حدث جوي عرضي غير متوقع …
التأخير في إعلان مقتل الركاب هو الوقت الحي في العملية كلها ،حيث تعمد الأنظمة الى وضع وتفعيل خطة الطوارئ و التحسب لكل الإحتمالات ،وما إن يتم إرساء خطط وخطوات المرحلة الإنتقالية تعلن الوفاة رسمياً لتشرع المؤسسات في تلقي التعازي وترتيبات الجنازة و تحضيرات الإنتخابات الرئاسية قبل خمسين يوما من تاريخ الوفاة .
السؤال :
هل القنوات الفضائية لم تكن على علم بكل هذا الذي عرضته عليكم الآن ؟
هل يعقل أن يغفل خبراء الإعلام هذه المعطيات و الحقائق ؟
المؤكد ان كل واحد تعامل مع الحادث بما يخدم مهنته و يجني منه مكاسبه ،
فالنظام الإيراني كان يحتاج الى وقت لتدبير مرحلة ما بعد مقتل الرئيس ،
و الإعلام وجد في الحادث -كلما طال- مناسبة لكسب عدد المشاهدات و ساعات البث ،
وبعض القنوات الفضائية وجدتها مناسبة لتمرير رسائل ترتبط بإيران و بالوضع في الشرق الأوسط و السباق نحو التسلح و إمتلاك السلاح النووي ،
ولأن الرجل لم يمضي على توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى ثلاث سنوات فسيكتب الإعلام:
– وفاة رئيس إيران في حادث طائرة أسابيع بعد توقيعه قرار قصف الكيان الاسرائيلي. كأول رئيس أشرف على اول هجوم إيراني على إسرائيل .
– بعد نهاية رئيس العراق صدام حسين شنقا جاء الدور على رئيس إيران ابراهيم رئيسي الذي قتل في ظروف غامضة : نهاية رؤساء الدول التي قصفت إسرائيل !!!!
رحمة الله على ارواح ركاب الطائرة ،رحمة الله على رئيس إيران ،
لكن الحادث كان بالفعل تمرينا إعلاميا وصحفيا و سياسيا يبرز قدرة الإعلام اليوم على توجيه الأحداث وفق أجوندات صناع القرار .
فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى