الأستاذ درداري في ندوة صفرو بريس حول الاسهامات الملكية في نهضة إفريقيا : “من يعاشر بائع المسك ليس كمن يعاشر نافخ الكير”

playstore

وعن سؤال لصفرو بريس حول المبادرات الجديدة لتنمية القارة الإفريقية و الإنسان الافريقي في مواجهة من يسعى لعرقلة و فرملة الانطلاقة الإفريقية يجيب الأستاذ درداري انه يجب التمييز بين من يحمل معول البناء و من يحمل معول الهدم ، و بين من يحب الخير للناس و من يستثمر في الأزمات و المشاكل . ينبغي ان نميز بين من يصنع الأزمة و يستثمر فيها لكونه لا يعيش إلا في ظلها و بين من يخلق مشاريع تنموية لانه يريد أن يرى أثر النعمة و التنمية و الثراء على وجه المجتمعات. فالمغرب ظل دائما من الدول البانية و لم يسبق له أن كان من الدول المخربة كونه يحترم سيادة الدول و وحدتها ، و كذلك يحترم ثقافة الشعوب سواء كانت أقلية أو أغلبية عكس الدول الممانعة التي تصطاد في الماء العكر ، و تحاول يائسة نقل تجربة المغرب و هي لا يمكنها اعطاء ما لا تملك لأن من يستثمر في الازمة لا يمكنه المساهمة في التنمية . فالإنسان كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إما أن يعاشر بائع المسك أو نافخ الكير ، فبائع المسك تستفيد منه عطرا و تجارة و فوائد أخرى ، أما نافخ الكير فلن تستفيد منه سوى الضوضاء و الوسخ . من هنا فالدول الافريقية نوعان الأول دول ممانعة لا ترضى أن ترى القارة صاعدة و الشعوب الافريقية تعرفها و واعية بها ، و لهذا فرسالة المغرب إلى شعوب القارة هي أننا مختلفون عن هؤلاء الذين يقفون في وجه التنمية . فللمغرب ملكة تفكير اقتصادية تنموية و فكرية و دينية و روحية ، اما الخصوم فهدفهم التشتيت لا الجمع ، و يريدون الاستثمار في النزاعات المسلحة ، و في تمويل الإرهاب و الجماعات المتطرفة و الانفصالية عكس المغرب الذي هو من بين الدول التي ترعى الأمن و السلم في العالم ، و من الدول التي تخدم القيم المثلى للعالم ، و سيظل متفوقا على كل الطروحات المضادة . يجب أن نعرف أن المشروع الأطلسي له مكانة و أن الدول الآن أصبحت تفكر في كيفية الانتقال إلى الدرجة التي وصل اليها المغرب . فقد أصبحت الشعوب الافريقية تعي و نحن على مشارف طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الافريقي لكونها لم تكن أبدا دولة عبر التاريخ و لا يمكن لها أن ترقى إلى مصاف الدول . والتاريخ لم يعرف أي وجود لدولة في الصحراء و هو تحدي يواجه كل شعوب العالم هل هناك وزير أو مسؤول لهذه الدولة في القرن 19 او ما قبله بل و حتى بعد الاستقلال و قبل سنة 1973 . يجب التفكير في كيفية التوضيح للرأي العام العالمي أن الأمر كله كان من نتائج الحرب الباردة. فالمغرب موجود في صحرائه بإدارته و القنصليات الموجودة بالصحراء و لهذا فهو لديه قضية و ليس لديه نزاع و هي قضية يجب وضعها في سكتها من أجل إنهائها كون المغرب أصبح ينظر لافريقيا و العالم من منظور الصحراء المغربية نظرا لأن القضية ليست صراعا مع أحد ، و إنما هي مؤامرة يتعرض لها المغرب و هو واع بها. ففرنسا لم تترك دولة جزائرية بقدر ما تركت ثكنة تحمي حدودا غير متفق بشانها اما الشعب الجزائري فهو شعب شقيق ولا مشكل لنا معه ، و ما نريده هو قيام دولة مدنية في الجزائر تحترم جيرانها . و ختاما و عن سؤال حول العائدات من المشروع الأطلسي للمغرب بالنسبة للمغرب و للشعوب الافريقية قال الأستاذ درداري أن أول و أهم العائدات التي يؤكد عليها جلالة الملك هي قيمة التضامن الذي به يقضي المغرب على كل الأزمات و لدينا تجارب عدة في ذلك مثل زلزال الحوز و جائحة كورونا. للمغرب 21 صندوق و كلها في خدمة المجال الاجتماعي . و لهذا فالمشروع الأطلسي يخدم التضامن ، و ستكون مردوديته و عائداته كلها في خدمة التضامن . وهذا بالذات ما قال عنه المفكر الفرنسي ليون دوغي ( Lyon Du guet ) أن الدولة الاجتماعية تقوم على التضامن لتوفر شرطين أولهما تشابه الأفراد في حاجياتهم ، و ثانيهما تنوع هذه الحاجيات . و بما أن الحاجيات كثيرة و متنوعة فعلى الدولة أن تتدخل لتقديم تلك الخدمات العديدة و المتنوعة في المجال الاجتماعي ، و لهذا يسير المغرب الآن في اتجاه إنتاج نموذج اجتماعي قد يسوق على مستوى القارة الإفريقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى