ماذا لو اختار نظام العسكر الجزائري الخوض في حرب ضد المغرب؟

playstore

نظام العسكر الجزائري : ان نية الخوض في الحرب ومنذ مدة تروج كخطاب متداول واستراتيجية يعتمدها نظام العسكر الجزائري لتهدئة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية داخل الجزائر، ولولا التزام المغرب بالقانون الدولي و رؤيته للأمور بمنظور السلام التي يتميز بها منذ عقود لكانت الحرب قد دمرت كل شيء و وضعت أوزارها وانتهى الموضوع، ولكانت النتائج بعكس ما يروج له صانعي الانتصارات الانسيابية في عقول متعطشة للتفوق ورؤية من حوله متهالك وضعيف.
في الواقع ليس امام نظام العسكر القدرة على الخوض في الحروب، وإن كان يتحرش بالوضع الامني ويرغب في اثارة الفوضى التي يراكم من خلالها الجنرالات الثروة ويبعدون عنهم المحاسبة الشعبية عن ما آلت اليه الاوضاع من نهب لثروات البلاد التي لو تم استغلالها في مسارها الصحيح لكانت الجزائر بلد من بين البلدان المتفوقة اقتصاديا.
واما تسليح المرتزقة فذلك يدخل ضمن نظرية lihops حيث ان هناك التزامات أخذها نظام العسكر على عاتقه، و الغاية منها استنزاف قدرات المغرب بالتحكم في البوليساريو وابقائهم تحت قبضته، والضغط عليهم لتقديمهم اكباش فداء من خلال دفعهم للقيام بهجمات على الأراضي المحررة، و محاولة اثارة وجود نزاع امام المجتمع الدولي، لكن ذلك يدل فقط على مستوى العنف الذي يضرب في الامن و السلم والاستقرار بالمنطقة وكذلك الشرعية الدولية.
ان الحرب مستبعدة اليوم من حيث السبب والحاجة اليها، لكن اذا كانت الحرب ضرورية طبعا ستكون بطلب من نظام العسكر الجزائري، وستقابل بالرفض من قبل المغرب، اللهم اذا كانت درءا للخطر او دفاعا عن النفس، او أمر واقع يجب التعاطي معه بحزم… في هذه الحالة يجب ان نعود لقواعد الحرب فلربما ان انغلاق نظام العسكر الجزائري يحجب عنه الالمام بقواعد لعبة الحروب المتطورة والذكية، وابضا ضوابط المعارك التي تغيرت من حيث التكتيك واصبح معها العنصر البشري، غير ذي جدوى مهما كانت التداريب الميدانية والقوة البدنية للعسكري. اضافة الى ان جغرافية الجزائر ليست جغرافية انجاح الحرب وانها خاسرة منذ البداية، لكونها محاطة بستة دول كلها تربطها علاقات متوترة بسبب الاراضي التي اقتطعتها فرنسا ابان الاستعمار وبقيت بدون سند قانوني تحت تصرف النظام العسكري الجزائري بعد الاستقلال بدءا من تونس، ليبيا، مالي النيجر موريتانيا ثم المغرب.
ونظام العسكر الجزائري لم يخوض في اية حرب حقيقية منذ الاستقلال لكي يمتحن قدرته القتالية، فحرب الرمال كانت درسا مغربيا لم ينسى للعسكر الجزائري، و الحروب خذع وقد يكون المعتقد في قوته أنها قوة كافية للانتصار غرورا فقط، ولا تمت في الواقع بأية صلة بالانتصار ، فلا توجد حروب بضمانات، بل كل المعادلات لها نقيضها المباشر وغير المباشر، وكل رهان قد يكون نسبي.
فالعبرة من الحرب غير مستوعبة اخلاقيا، والخوض فيها لا يتوقف على اقتناء آخر طائرة حربية ولا بجيش كبير العدد و شجاع ومدرب ولكن بالتدقيق في جزئيات الصراع و نقائص وفراغات الخرائط العسكرية، واحيانا القدرة على قبول التضحية بتحمل العودة الى نقطة الصفر ، وقبول هدم كل ما بني وكل ما تحقق، مما يعني ان عودة حياة جديدة تتطلب مائة سنة.
و تسليح البوليساريو ليس مشروعا جديا، وهو محاولة من نظام العسكر الجزائري لمعارضة التوجه الدولي والانتصارات التي حققها المغرب بفضل دبلوماسية التفوق التي نهجها جلالة الملك للترافع حول مغربية الصحراء وسيادة المغرب على صحرائه، والقطع مع الشك باليقين باعتراف اسبانيا وفرنسا الدولتين اللتين يعرفان الحقائق التاريخية و الواقعية، ناهيك عن قرار اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية الذي مثل ضربة موجعة لاعداء الوحدة الترابية للمغرب.
ان الدول التي كانت تغازل الجزائر في فترة كان فيها المحامي فاشل رغم عدالة قضيته انتهى وانفضح التلاعب و التزوير والتدليس و التمويل المغرض..
ان المغرب اليوم تمكن من خيوط النزاع ومقود التحكم في مسار قضيته الاولى، ولا يمكن البقاء ضمن اطار الاعترافات الدولية، بل يجب ان ينتقل الى المراحل الموالية للاعترافات بالعمل على تنزيل الحكم الذاتي وفتح نقاش أممي حول الوضعية الانسانية بمخيمات تيندوف، ودحض ما تبقى من أساطير و اشاعات فارغة تعمق البؤس والاكتئاب والمعاناة التي تتناقض مع انفاق الملايير على التسلح و اظهار وجه المظلومية المزيفة الذي من ورائه مصادرة حقوق الشعب الجزائري التنموية التي تعتبر موضوع الحرب الحقيقية والتي ليس من ورائها خسارة ولا دمار بل كلها انتصارات وارباح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى