الفن و سينما

ندوة صحفية بالدار البيضاء لمناقشة تنظيم المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ببلادنا

بقلم سمير السباعي
في إطار الدورة الخامسة والثلاثين للمسرح الجامعي الدولي المزمع عقده في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين 24 و29 يوليوز الحالي، والذي تشرف على تنظيمه كلية الآداب والعلوم الانسانية ابن مسيك برعاية ملكية سامية وبشراكة مع عدد من المؤسسات العمومية والخاصة تحت شعار “المسرح والعوالم الافتراضية”. عقدت اللجنة التنظيمية لهذه التظاهرة الثقافية الدولية مساء يوم الخميس 13 يوليوز 2023 بفندق الديوان بنفس المدينة لقاء إعلاميا تواصليا مع عدد من المنابر الصحفية الوطنية والجهوية والمحلية، و ذلك من أجل بسط الخطوط العريضة لهذا الاحتفال المسرحي التذي ستشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة. ضمن هذا السياق أبرز السيد رشيد الحضري عميد الكلية المذكورة و بصفته رئيسا لهذه الدورة من المهرجان أن تنظيم هذا الأخير يأتي كتعبير عن التزام تقليدي من طرف المنظمين بطرح الأسئلة الجوهرية التي لها علاقة بالمسرح الجامعي محليا و دوليا، في اتصال برغبة أكيدة بفتح أفق جديد للمعرفة المسرحية خصوصا على مستوى التساؤل حول قدرة الفعل المسرحي بأسلوبه التقليدي المعروف من أن يواكب التطورات الجديدة على مستوى الذكاء الاصطناعي و العوم الافتراضية. أما السيد عبد القادر كنكاي فأهم ما يمكن أن يسجل في مداخلته هو ما صرح به بخصوص عمليات التواصل التي جرت منذ نونبر 2022 إلى ماي المنصرم من السنة الحالية، مع عدد من المؤسسات الجامعية الوطنية والدولية قصد تحفيز عدد من الفرق المسرحية للمشاركة في هذه الدورة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، ضمن شروط استقبال للملفات أشرفت على إنجازها لجنة انتقاء تم تكليفها بالأمر. لكن الملاحظ أن حسب نفس المداخلة أن عددا من الفرق خاصة الدولية لم تستطع و حتى حدود آخر لحظة من تأكيد مشاركتها نظرا للصعوبات المادية المتعلقة بتمويل العملية ككل، ما أبرز للحضور قوة التحدي المادي الذي أعاق بشكل واضح احتضان المنظمين لأكبر عدد من الفرق المشاركة وأجودها. تنبغي الإشارة إلى أن كنكاي شدد أيضا على أن هذه الدورة هي تتويج لمسار تراكمي من الدورات التي أخذت على عاتقها مناقشة الواقع المسرحي في بعده الآني. أما السيد مجيد السداتي رئيس اللجنة العلمية للمهرجان، فقد أكد في حديثه على أن منطق الشراكة ضروري لإنجاح أي دورة من دورات المهرجان في ظل شروط جديدة أصبحت تفرضها المقاربة التشاركية الجديدة للشركاء أنفسهم خاصة الجهات الرسمية في التدبير الترابي، الذين أصبحوا يبحثون عن اقتناع واضح بالمشروع الثقافي و بآثاره على مستوى هذه المقاطعة الترابية أو تلك. وهي معطيات أصبحت تفرض على المنظمين لهذا الاحتفاء الدولي المسرحي الجامعي بالمغرب، على بحث عن شراكات جديدة واعدة تضمن النجاح أكثر في الدورات القادمة. أما السيد هشام زين العابدين المدير الفني لهذه الدورة أبرز في كلمته، أن الإكراه المادي التمويلي فعلا أعاق بشكل كبير حضور عدد من الفرق المسرحية من بلدان متعددة، كان حضورها سيغني فنيا هذا العرس الثقافي. لكنه في المقابل استعرض أسماء عدد من الدول التي ستشارك بفرق مسرحية لها خلال هذه الدورة مثل ألمانيا والمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى فرق مسرحية جامعية من المغرب. ولم تفسد زين العابدين الفرصة للتأكيد على البعد التكويني داخل هذا المهرجان من خلال برمجة عدد من المحترفات في الفن المسرحي لصالح الشباب وباقي عموم المغاربة قصد الاستفادة من ورشات تكوينية في مهارات أساسية لها علاقة بأبي الفنون. أما عن التوزيع الترابي لقاعات العروض فهمت عددا من المقاطعات البيضاوية مثل مسرح مولاي رشيد و مسرح ابن مسيك. وقد كانت مداخلة أحمد طنيش بصفته المسؤول الإعلامي للمهرجان فرصة للتأكيد على أهمية المواكبة الإعلامية التي يحظى بها هذه الدورة من المهرجان ما يبرزه حسب قوله الضور الصحفي لعدد من المنابر الصحفية لأشغال الندوة نفسها و أيضا لحجم انخراط كافة وسائل الإعلام والصحافة في خذمة الإشعاع الإعلامي لهذا العرس المسرحي العالمي بما فيها عدد من القنوات الإعلامية التي بدأت تبث على شاشاتها نشرات إشهارية خاصة بالمهرجان. و لم يفت أحمد طنيش الإشارة إلى انخراط عدد من الطلبة الجامعيين المغاربة كممثلين عن محترف الممارسة والمعرفة الصحفية الذي يشرف على تأطيره بنفس الكلية السالفة الذكر في إنجاح التغطية الإعلامية لهذا الحدث المسرحي. لا تفوتنا المناسبة التأكيد على أن نهاية هذه الندوة الصحفية عرفت نقاشا بين عدد من الإعلاميين و الفاعلين الصحفيين مع أعضاء اللجنة التنظيمية صبت جل مداخلاته، حول مآل تنظيم هكذا مهرجان في ظل انحصار موارد التمويل، و أيضا حول التأثيرات المتوقعة لتنظيم هذا المهرجان خاصة على المستوى الوطني. مرو را بالتساؤل حول التيمة المعرفية لهذا الحدث وصولا إلى سؤال البعض حول الاستفادة الممكن أن يستفيد منها الطلبة المغاربة على مستوى التكوين من هذا المهرجان، أو الإطار التسويقي والإعلامي الأنجح لنجاح الدورة إلى جانب استفسارات أخرى. و قد أكد أعضاء لجنة التنظيم كل من موقعه على أن الرغبة تظل أكيدة في استمرار تنظيم هذا الحدث الثقافي رغبة صعوبة معيقات التمويل طالما أن هناك سعي للبحث عن منافذ جديدة في هذا الباب. كما تم التأكيد أيضا من طرف نفس اللجنة أن تنظيم المهرجان هو في حد ذاته تعبير عن إبراز العمق التنموي للفعل المسرحي ببلادنا إن لم يكن تعبيرا عن بعد آخر هو الدبلوماسية الثقافية التي يسعى المنظمون إلى إنجاحها عبر هذا الموعد المسرحي الدولي. لا ننسى أن اللجنة المنظمة أبرزت أن ضرورة وجود متفرج متفاعل و مشارك في العمل المسرحي في الأدبيات المسرحية الحديثة، فرضت انفتاح التجربة المسرحية الجامعية خلال هذا المهرجان على العوالم الافتراضية الحالية من أجل قراءة أعمق للتجربة. هذا مع الإشارة إلى أن جانب التكوين سيكون حاضرا بقوة من خلال عدد من المحترفات الموجهة للجميع و التي سيشرف عليها فاعلون مسرحيون من المغرب والخارج. مع ضمان أيضا حسب الجهاز الإعلامي داخل الهيئة التنظيمية للمهرجان تغطية صحفية أكبر لهذا الأخير عبر منابر من داخل الوطن وخارجه. للإشارة سيشهد يومه الاثنين 24 من نفس هذا الشهر الافتتاح الرسمي لهذا الاحتفال المسرحي الجامعي الدولي ببلادنا بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى