مهزلة الانتخابات الرئاسية في الجزائر
شهدت الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة فصلاً جديداً من فصول المسرحية السياسية التي يديرها الجنرالات. فقد أظهرت النتائج المعلنة تناقضات صارخة، مما يكشف عن حجم التلاعب والتزوير في العملية الانتخابية.
وصف العديد من المراقبين هذه الانتخابات بأنها “مهزلة الانتخابات الرئاسية“، خاصة بعد الإعلان المتردد عن النتائج الذي استمر لأربع ساعات. لم يكن فوز عبد المجيد تبون، المرشح المستقل ظاهرياً والموالي للعسكر فعلياً، مفاجئاً لأحد. يبدو أن تبون يسير على خطى سلفه بوتفليقة، الذي ظل مرشح النظام العسكري الوحيد حتى عندما كان في حالة شبه غيبوبة.
رفض الشعب الجزائري مرة أخرى المشاركة في هذه المسرحية الانتخابية. وفي رد فعل أولي على مهزلة الانتخابات الرئاسية، وصف مدير حملة المرشح عبد العالي حساني شريف الانتخابات بأنها “مهزلة وعبث يشوه صورة الجزائر”. وأضاف حساني أن الأرقام المعلنة لا علاقة لها بتلك التي أُعلنت بالأمس، خاصة فيما يتعلق بنسبة المشاركة التي تتناقض مع عدد الأصوات المعبر عنها.
من بين 24 مليون ناخب مسجل، لم يحصل المرشحون الثلاثة سوى على 5.6 مليون صوت، أي بنسبة مشاركة تقل عن 25%. هذه النسبة بعيدة كل البعد عن الـ 48% التي أعلنتها السلطة الانتخابية في منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، علماً أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 26% في الساعة الخامسة مساءً يوم التصويت.
في النهاية، لم ينجح رهان الجنرالات على تقديم مرشح “مستقل” في خداع أي فئة من فئات الشعب الجزائري. فالشعب مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأن الجنرالات هم من يدير البلاد، وأن من يتم تنصيبه في قصر المرادية ليس سوى واجهة تسمح لهم بالبقاء في السلطة.