غزة في مواجهة قدرها مفردة
بقلم : د.سعيد سامي
منذ قليل، أدلى وزير الخارجية التركي الاتى من العالم الاستخباري، بحوار خشبي لفائدة قناة الجزيرة التي تركت لمفردها الانابة عن السياسة الخارجية لكل من قطر وتركيا، في ظل انكماش مواقف أنقرة والدوحة مقارنة مع حروب سابقة سواء اتجاه غزة السنية أو الضاحية الجنوبية الشيعية. ويبدو أن التضخم المالي الذي تعيش فيه تركيا الاردوغانية منذ ثلاث سنوات، يمكن أن يفسر هذا الانكماش، أما قطر فيقتصر دورها على الوساطة لتحرير المختطفين المدنيين والجنود والضباط الإسرائيليين الأسرى، ربما لكونها قد تكون تلقت لهجة واشنطنية قاسية وتهديدا بتحميلها مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر، بحكم أنها تحتضن المكتب السياسي لاسماعيل هنية وصحبه، فصارت طيعة مكتفية بالضغط على حماس الخارج. أما السنوار فيبدو أنه قد أقفل ثرياه لفهمه قصة الفيلم وحبكته.
حماة ثورات الربيع العربي والإسلام السياسي سنة 2011، تركيا وقطر، يكتفون بحماية أنظمتهم بعد صعود أسهم رعاة الثورة المضادة والغرب الليبرالي جدا. والنتيجة التي لا تخطئها العين أن غزة تركت لقدرها ومصيرها المفرد.
أجمع سنة تركيا وقطر وشيعة الهلال الشيعي الخصيب على تصفية القضية الفلسطينية التي لم تعد لا إسلامية ولا عربية ولا حتى فلسطينية التي سمح فيها الرئيس الذي لا سلطة له لضيفه بأن يطلب تحالفا دوليا في حضرته لتدمير غزة وتهجير أهلها.
الأفق المنظور اما أن يستحق الغزاويون وسم شعب الجبابرة، أو أن تفنى القضية.
وأفضل ما تتلقاه غزة مسيرات وشعارات للتنفيس عن العاطفة الدينية للشعوب العربية والإسلامية، وللحفاظ على قدر من الانسجام في الهوية الليبرالية والإنسانية لبعض شعوب العالم الغربي والثالثي.
قد تكون غزة ربحت الحرب الإعلامية والإنسانية، لكن هل ستربح الحرب العسكرية الانية، والسياسية ما بعد وقف النار، إن بقيت في غزة بقية؟!.