لـ”الخبرية”.. درداري يعلق على التوترات بالشرق الأوسط ويضع سيناريوهات لتطور الصراع بالمنطقة

playstore

درداري يعلق على التوترات بالشرق الأوسط : في حوار أجرته معه جريدة “الخبرية“، تطرق أحمد الدرداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات العمومية، للأزمة والتوتر غير المسبوق الذي يعيشه الشرق الأوسط، كما عدّد السيناريوهات التي من الممكن إخراجها إلى أرض الواقع في ظل تزايد حدة الصراع وتصاعد التوترات.
وأفاد درداري أنه “من خلال ما يعيشه الشرق الأوسط من قلق غير مسبوق بسبب تطور معادلات الصراع التي غيرت وجه الحرب، فمنذ 7 أكتوبر 2023 وبعد مرور سنة على طوفان الأقصى واشتداد الحرب الإسرائيلية الفلسطينية ، وانتقال المواجهة إلى جنوب لبنان بين إسرائيل و حزب الله وتقدم هذه المواجهات العسكرية باستعمال أسلحة متطورة، ونظرا لكون الضربة الإيرانية جاءت ردا على استهداف إسماعيل هنية عن حماس و حسن نصر الله عن حزب الله المواليين لإيران، وأمام توعد إسرائيل بالرد على إيران، والوقت المناسب يرتبط بالقرار الذي سيتخذه المجلس العسكري الإسرائيلي.
ومع تصاعد التوترات و المخاوف من اتساع رقعة الحرب فإن القلق يزداد بازدياد المعارك التي تستخدم فيها الصواريخ المتطورة والقنابل المدمرة، واتساع نطاق الحرب. ذلك أن الوضع على الأرض والسياق الدولي المشحون بسبب الحرب الروسية الأوكرانية و التكتيك الاستراتيجي الذي سيقود الدول العربية إلى ضرورة اتخاذ موقف واضح من الحرب وتحديد الجهة التي ستتحالف معها سواء بطريقة علنية او بطريقة غير مباشرة”.
وعليه، يسترسل محدثنا، فإن الوضع يؤشر على سيناريوهات محتملة ومنها: سيناريو الغلبة أو التوازن”.
وحسب الأستاد درداري فإن سيناريو الغلبة أو التوازن هو سيناريو حرب إقليمية بين إيران وحلفائها، وإسرائيل – أمريكا وحلفائهما ، مما قد تتحول معه الحرب الحالية إلى حرب عالمية، وهذا ممكن إذا تم الالتفاف حول إسرائيل بعد الاتفاق بين الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية بما فيها بعض الدول العربية، و توجيه ضربة لإيران بهدف شل قدراتها العسكرية وتوفير حماية لإسرائيل ضد الخطر الإيراني وتوفير حظوظ نجاحها لتنفيذ مشروع الدولة الكبرى، ولهذا السيناريو آثار وخيمة، منها إمكانية فتح الباب أمام العالم الإسلامي كله لتنفيذ مشروع الجهاد ضد المصالح الأمريكية والغربية على أوسع نطاق، و سيزداد الخطر على إسرائيل نظرا لكون الجهاد ليس بمعطى مادي ولا يتوقف على منح المجاهدين مقابل مادي عكس التكلفة المادية التي تتحملها إسرائيل لإدارة الحرب وميزانية التجنيد من أجل الاستمرار في المواجهة، كما أن بعض الدول العربية أيضا سوف تتعرض حكوماتها للاصطدام بشعوبها وسيكون مآلها السقوط.
وفي نفس السيناريو، يوضح المتحدث ذاته، ممكن معه الفشل في تسديد الضربة الموجعة لإيران، وأن تكون لدى إيران قدرة صاروخية تمكنها من ضرب جميع مدن إسرائيل وشل الوضع بها بالكامل، ومعها ضرب عواصم الدول المشاركة في الحرب ضدها أو التي سمحت باستعمال مجالها الجوي، أو قدمت الدعم بطريقة ما، وفي هذه الحالة يمكن لإسرائيل التفاوض ومعها امريكا٦ وقبول الأمر الواقع الذي رسمته الشرعية الدولية من خلال حل الدولتين طبقا لحدود 1967 واستقلال فلسطين بشكل كامل عن إسرائيل والقبول بالسلام الذي يمكنه تأمين حياة الشعبين بمراقبة عسكرية دولية واسعة.
ثم سيناريو لا غالب ولا مغلوب، وفي هذا السيناريو، يقول أحمد درداري، قد تكون هذه الحرب بما تحمله من قلق مدمرة وليس فيها غالب ولا مغلوب وتنتظر فقط انطلاق أول صاروخ نووي وستكون معها الحرب قصيرة و كارثية على العالم أجمع، خصوصا وأن المصالح متشابكة و يمكن استهداف المنشآت النووية و النفطية وغيرها، وكذلك سقوط الجميع في أزمة عالمية لا يعرف لها طريق الخروج.
ويردف محدثنا أنه في نفس السيناريو من الممكن توجيه ضربات محدودة لمصادر القوة النووية لدى إيران مقابل ضرب المشآت النورية الإسرائيلية وبالتالي إضعاف المتحاربين ليبقى التنافس الدولي بالوكالة دائر بين القوى الكبرى والتوجه نحو ردعهما معا.
“هذا وتحمل هذه الحرب الحالية شرارة اتساع رقعتها، فربما أن الوقت الذي سيفتح الباب أمام إسرائيل وإيران ينتظر أحدهما إلحاق الضربة الموسعة للحرب، والكرة توجد في ملعب إسرائيل فإن هي ردت على الضربة الايرانية الأخيرة بتوجيه ضربة لعاصمتها أو لمنشآتها النووية، فستكون بداية الحرب الإقليمية الشاملة ومنها الحرب العالمية إذا كانت الأحلاف الآن تتجمع في ظل الصمت الذي يسبق العاصفة”، يتابع.
ََوخلص محدثنا إلى أنه بالنظر إلى التوترات التي افقدت الأمل في استعادة السلام و والاستقرار للمنطقة و تغليب منطق العقل، يبقى المتضرر الأكبر هم الدول العربية كيفما كانت السيناريوهات. لكن، يستدرك، يبقى دور الدول الخمسة الدائمة في مجلس الأمن مهما لتحديد مستقبل الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى