رسالة على ضفاف نهر دجلة إلى غالي
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، الموصل ،العراق دجنبر2024.
عندما اعلن ملك البلاد عفوه السامي على مجموعة من المنتسبين الى صاحبة الجلالة و المعتقلين في ملفات مدنية بخلفيات تبدو انها لها علاقة بقناعاتهم السياسية و الحقوقية ،او هكذا كان يسوق لها في الإعلام الدولي المتربص بالامة المغريية ، أحس كثير ممن نصبوا انفسهم معارضين للدولة المغرب بالإفلاس ، مادام عهد محمد السادس لم يعد يمنح ذلك الهامش الذي كان فرنسيون يبتزون فيه المغرب وسار على منوالهم مغاربة مفرنسون .
و رغم ان اصواتا معروفة و اخرى مغمورة لا تتوانى في إقحام الملك في كلامها لعلها تنال شرف المتابعة الذي تراه جواز سفرها الى منتديات اعداء المملكة ، فإن ملفات اخرى وجدت طريقها الى القضاء لكن الملك ليس طرفا فيها ، ولكن الترويج لها بات اصبح بنظرية مسقط الطائرات كالقول بوزير حكومة الملك ،او مواطن من العياشة محسوب على انصار الملك …
لكن هناك فئة أخرى تستحق الشفقة، منها من ركب موجة الإنفصال و اعلن نفسه من إنفصالي الداخل ، و صدم وهو يدخل و يخرج من مطارات المملكة الشريفة لحضور مؤتمرات الإنفصاليين و يعود وكل مناه ان تعتقله شرطة المطار ، لكنه يعود سالما غير غانم الى بيته ليقارع كؤوس الشاي و ينشر إنتصاراته الوهمية على صفحته ليقول للمخابرات الجزائرية و الاسبانية انه مناضل !!!
لقد فطن المغرب ولو متأخرا ان من رضع حليبا فاسدا من تدي إمرأة حرة لا يمكن ان تنتظر منه إلا ان يكون عاصيا لأمه قبل وطنه ،فحق فيه ان يعامل معاملة الشقي الفاقد للاهلية . فلله في عباده عصاة ،و للوطن في اهله خونة ، و للاب في ابنائه منحرفون …
سؤال عفوي صدر من غالي المغربي الذي يعيش بيننا ، عندما قيل له انه يروج لأطروحة غالي الحمادات ، وبان هناك موقع يتهمه بالولاء للجزائر ،قال : لماذا لم يتجه الموقع الى القضاء ؟
تلك امانيهم ماداموا يروجون في صالوناتهم ان نسبة حرية التعبير في المغرب لا تتجاوز إثنان في المائة !!!
فكيف سيبررون هذه النسبة وهم لا احد يبالي بهم وهم يطلقون شطحاتهم يمينا و يسارا ؟
لا اعرف ما الذي اوحى الي وانا اسمع هذا السؤال ليحضرني السؤال الأخير الذي طرحه غسان كنفاني في نهاية روايته “رجال في الشمس”: لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان.. لماذا؟
خزان شاحنة يقودها أبو الخيزران الذي فقد رجولته.
إن المأزق الذي يعيشه هؤلاء هو انهم يفعلون كل ما بوسعهم ليتم إعتقالهم ليقدموا شهادة نضالهم لفدراليتهم الدولية التي يقودها ابو الخيزران ،
هم يدقون جدران الخزان بقوة ، ليقولوا انهم حاولوا و لم يفلحوا ، لكنهم من كثرة لهفتهم نسوا ان الخزان غير مغلق ، وانهم لا يحتاجون اصلا الإختباء حتى يعبروا الحدود !!!؟؟؟؟؟
لم يرق للبعض ان يرى كيف ان “المخزن” لم يعد يلتفت للاصوات التي تغرد خارج السرب بل يعتمدها لإبراز نهجه في تكريس دولة الحريات ،وكأن السحر إنقلب على الساحر ، فإعتقدوا ان اسطوانة إبتزاز المغرب بملف الصحراء لازال يمكن ان يحدث خلخلة لحالة الإفلاس التي يعانوها ،ناسين ان المغرب ملكا وحكومة وشعبا ماضون في طريق التنمية و لم تعد مناوشات الخصوم تحرك فيهم ساكنا ، فكيف لهيئة من حجم الإتحاد الاوروبي التي ادركت ان سبة لوي دراع المغرب بقضية الصحراء لم تعد تجدي ، فكيف لمواطن او هيئة مدنية أن تحرك ولو شعرة في نظام حسم ملفه و رسم طريقه.
اما ردودنا عليه فليست سوى جزءا من ذلك التدافع المجتمعي الذي يعكس ان قناعتنا بمغربية الصحراء ليست فلكلورا تحت شعار الإجماع الوطني ، بل هو إيمان بقضية عادلة ورثناها عن اجدادنا .قبل ان نرددها فقط ك “عياشة “!!!
هناك هيئة مدنية اصيبت بالإفلاس ،و ماتت واقبرت ، وفي جنازتها سقطت بطاقة هويتها في الطريق ، فوجدها تائه فنسبها لنفسه قبل خمس سنوات ، ومنذ ذلك الوقت يجوب التائه بالهوية التائهة بين المنتديات يداعب الارقام و ينسج منها خطاب حقوق الإنسان ، فصفقنا له كما نصفق للبهلوان في سيرك “عمار” يوم كنا صغار ،
لكن البهلوان بزلة قدم خرج عن دائرة سركه و كان لابد ان نعيده الى حلبته .
لذلك فإن خريطة وطن الوهم تبدأ من غالي الحمادات الى غالي الشطحات …
وبينهما نقف نتامل سؤال الاماني : لماذا لم يلجؤوا الى القضاء ؟
ولماذا لم يدقوا جدران الخزان ؟
و لكن البؤس الكبير : ما الذي يدفع عاقلا بدرجة طبيب ادوية ان يركب حافلة ابو الخيزران و يعبر الحدود و يتوهم اننا سنجعل منه بطلا كي يقدم اوراق اعتماده الى منتدى اعداء الامة ؟
واصل بلا نقط ولا فواصل ، فلا قيمة للسيرك بلا بهلوان !!!
فهل تعتبرون ؟