درداري للخبرية : اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء مكسب ديبلوماسي مغربي مهم
جاء اعتراف دولة اسرائيل على لسان نتنياهو، بمغربية الصحراء تبعا للقرار الامريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، بل اكدت الحكومة الاسرائيلية ان القرار سيتجسد في كافة أعمالها ووثائقها ذات الصلة، وإبلاغ الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضواً فيها، وجميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار. كما سوف تقدم على فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، لتكريس قرارها وجدية موقفها.
وجاء القرار انطلاقا من دعوة رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، حكومة بلاده إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، بناء على الزيارة التي قام بها للعاصمة المغربية، الرباط، في التاسع من يونيو 2023، الشيء الذي يبين الوجه الاستراتيجي للشراكة التي تربط المملكة المغربية بكل من الولايات المتحدة الاميركية ودولة اسرائيل، عبر الرسالة التي بعثها الوزير الأول لدولة إسرائيل السيد بنيامين نتانياهو، والتي أبلغ من خلالها جلالة الملك بقرار بلاده القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية.
وان الامر لا يقف عند هذا الحد، بل أكد انه سيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بمضمون هذا القرار، وهو ما سيدفع بوضع النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية نحو الطي النهائي، خصوصا وان دولة إسرائيل تعلم جيدا جوهر النزاع الذي عكر في فترات سابقة العلاقات المغربية العربية والعلاقات المغربية الافريقية.
وكان منتظرا من دولة إسرائيل اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه منذ فتح صفحة جديدة بين البلدين أواخر عام 2020، حيث ابرم الاتفاق الثلاثي المغربي الامريكي الاسرائيلي متضمنا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية للمملكة.
و اعتبرت المقترح المغربي الذي يمنح الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت سيادة المملكة المغربية حلا للنزاع المستمر منذ نحو 50 عاما، هو الحل الوحيد الجدي والواقعي وذي مصداقية.
و تماشيا مع دعوة الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى التفاوض بدون شروط مسبقة، لتنزيل الحل السياسي العادل والدائم والمقبول خيارا سياسيا وأمنيا، و يخدم استقرار المنطقة المغاربية و افريقيا.
ان دعم مغربية الصحراء بشكل رسمي وواضح، من طرف دولة اسرائيل نابع من المجهودات التي ما فتئ يقوم بها المواطنين المغاربة اليهود سواء من داخل دولة اسرائيل او من داخل المملكة المغربية او من داخل المنظمات والمؤسسات الدولية، و الوقوف بجانب وطنهم الذي لم ينسوا فضله عليهم وما خظوا به من احترام واهتمام على مر العصور وكذلك التسامح الذي يجمعهم بباقي الروافد الثقافية المغربية، خصوصا المواقف الراسخة للسلطات المغربية في مواجهة اي خطر يمس بكرامة المواطن المغربي اليهودي بصفة عامة.
كما ان العلاقة بين البرلمان المغربي ونظيره الاسرائيلي تعرف تعاونا ايجابيا، لاسيما حاجة البلدين لكلمة المؤسسات البرلمانية مجلس النواب المغربي والكنيست الاسرائيلي اما لها من دور في مواجهة التحديات التي تواجه الشعبين والتي تحتاج تالى قرارات سيادية، وان قرار فتح قنصلية لاسرائيل في مدينة الداخلة سيكون له ابعاد اقتصادية دولية تتوج التعاون الاستراتيجي بين الدولتين وتثمين شراكات وازنة وتعاون استراتيجي مفتوح.
كما ان مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط له الدور المهم في السعي نحو تعميق الحوار حول قضايا التعاون والدفع بوزارتي الخارجية الإسرائيلية والمغربية الى النقاش المستمر منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من سنة 2020، وقد ارتبط اعلان دولة اسرائيل عن موقفها من سيادة المغرب على صحرائه منذ 28 مارس 2022، حينما عبّر وزير خارجيتها السابق يئير لبيد، خلال قمة النقب التي جمعته بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرهما الأميركي أنتوني بلينكن، عن دعم إسرائيل لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، مؤكداً أن الرباط وتل أبيب ستعملان معاً لمواجهة مخططات إضعاف سيادة المغرب ووحدة أراضيه، والوقوف في وجه الخصوم داعمي الانفصال والجماعات الارهابية.
هذا التطور المهم و الملموس في مسار انهاء النزاع المفتعل المفتعل حول الصحراء المغربية لقي ترحيبا من قبل عدد من الدول
كجمهورية الغابون التي اعتبرته تطورا ملموسا في مسار تسوية النزاع، بفضل الاستراتيجية السلمية والاستباقية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واعتبرت قرار إسرائيل ينضاف الى قرارات مماثلة للعديد من الدول من بينها الولايات المتحدة الامريكية، واسبانيا وألمانيا، والتي تستند الى منطق يتسم بطابع دبلوماسي واستثماري واقتصادي وبشري بالصحراء المغربية. كما أكدت على ان مخطط الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية للمملكة يظل الحل السلمي الأمثل الذي يحظى بالمصداقية، والذي من شأنه تيسير النهوض بهذه المناطق المغربية وضمان امن منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل.
كما رحب عضو بالبرلمان الأوروبي، توماش زديتشوفسكي، بالقرار الاسرائيلي المهم والتاريخي القاضي باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء. واعتبره قرار مهم وتاريخي من جانب إسرائيل يقضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، و أنه سيسهم في تسريع ايجاد حل لهذا النزاع وإرساء السلام بالمنطقة.
وتجدر الاشارة الى ان هذا التطور المهم و الملموس في مسار انهاء النزاع المفتعل المفتعل والذي لقي ترحيبا من قبل عدد من الدول نابع من حكمة وتبصر جلالة الملك وترصيده للمكتسبات التاريخية للمملكة المغربية و استثماره للروابط والعلاقات المسكوت عنها في تاريخ البلاد والتي كانت تنتظر الوقت لتنضج وتصبح امرا واقعا، اضافة الى استثماره للموروث الديبلوماسي الرسمي والشعبي للمملكة المغربية. ذلك أن قرار دولة إسرائيل ينضاف الى قرارات دول كبرى مماثلة كالولايات المتحدة الامريكية، واسبانيا وألمانيا … الخ، والتي تستند الى المنطق السليم الذي يتسم بطابع دبلوماسي واستثماري واقتصادي وبشري بالصحراء المغربية. وسيكون لقرار دولة اسرائيل تداعيات دولية مهمة ستضيف دعما كبيرا للمغرب نظرا لقوة تأثير دولة اسرائيل في المنتظم الدولي، وقوة تواجد اليهود المغاربة في كل انحاء العالم الى جانب اخوانهم من جنسيات مختلفة.
الدكتور أحمد درداري
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل