حكومة البروباغندا ولغز مثلث بيرمودا

بقلم : لحسن العثماني

طالما أثار ” مثلث برمودا” حيرة العلماء والباحثين وألهب خيال الكتاب الذين نسجوا حوله خرافات وقصصا لا حصر لها. لكن هذه الخرافات لم تأت من فراغ، ففي هذه المساحة الشاسعة من المحيط الأطلسي بمحاذاة الساحل الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة؛ غرقت سفن ولم يعثر لها على أثر، واختفت طائرات من شاشات الرادار، وقيل إن فرق إنقاذ بأكملها غرقت في المحيط أثناء تحليقها فوق هذا المثلث، ليطلق عليه ” مثلث الشيطان ” .

وهنا لا نريد الخوض في ” مثلث بيرمودا ” ذاك المكان الطبيعي الخطير، بل يجرنا إلى الحديث عن شبيه له ،يلازمنا ويعيش بيننا ، إنه مثلث حكومة اللاكفاءات ، التي فقدنا معها كل أمل في العيش الكريم بمجرد تنصيبها، والتي وعدتنا بتحويل ظلماتنا إلى نور و فقرنا إلى رفاهية ، لكن الصدمة كانت قوية ، ” نستاهلو ما حسن ” .

ثمة شبه اتفاق بين الجميع في المغرب ، شعبيا ،حزبيا ،نقابيا ، جمعويا ،إعلاميا… وحتى بشهادة بعض المؤسسات الرسمية المشهود لها بالحياد كالمندوبية السامية للتخطيط ، أن الأوضاع الٱقتصادية والٱجتماعية …. في البلد لا تبدو بخير، وهناك من يقرع جرس الإنذار، تحذيرا وتخويفا من ٱنقراض الطبقة المتوسطة ولا قدر الله من السكتة القلبية .

فأين هي الوعود الٱنتخابية البراقة والمغرية والأرقام الحالمة ؟ من قبيل خلق مليون منصب شغل والزيادة في رواتب رجال ونساء التعليم وتحسين جودة التعليم، وإصلاح الإدارة وتعميم الحماية الاجتماعية، ومنح 1000 درهم شهريا للأشخاص المسنين الذين يتجاوز عمرهم 65 سنة، و2000 درهم عن المولود الأول لكل امرأة، و300 درهم شهريا للأسر التي لديها طفل متمدرس وغيرها من الوعود المعسولة في مجالات

مختلفة التي بدأت تختفي وطرحت أرضا وكأن مثلث بيرمودا جرفها إلى الأبد .

ولعل ما نيعشه اليوم مع الثالوث الحكومي لشبيه لمثلث بيرمودا بالمفهوم المغربي ، بفعل سعار الأسعار وٱرتفاع مستوى التضحم والزيادات الضريبية…… فكل شبر تطأه أقدامنا من وطننا الحبيب ، عبارة عن مثلث بيرمودا، سواء محطات البنزين أو مختلف الأسواق بالمدن والقرى ، وأينما ولينا وجوهنا يلسعنا لهيب ولفح الأسعار المرتفعة، كلا إنها لظى مثلث بيرمودا النزاعة للشوى ، التي ٱلتهمت الطائرات والبواخر بمن فيها، كما ٱلتهم الثالوث الحكومي جيوبنا وأنهك قدرتنا الشرائية ،وأفقدنا الصبر والسلوان ، دونما أمل بفرج يلوح في الأفق ، ما يهدد السلم الاجتماعي بعد أن شملت الزيادات كل الجوانب الأساسية من الحياة .

و ختاما، فإن تمكنت مجموعة من العلماء من تفكيك لغز وأعجوبة “مثلث بيرمودا ” ، سيبقى المخرج والمهرب من الأزمة التي تتسع يوما بعد يوم مع حكومة البروباجندا وفك غموضها يوما ، بين أيدينا وليس صعبا أو مستحيلا لكنه يحتاج إلى إرادة وشجاعة ، حتى لا نستيقظ على كابوس خطير ، ومحصلة سوداء لنكتشف أن كل ما رسمناه كان مجرد وهم وحلم .

Exit mobile version