تلقيح السحب : تقنية واعدة لمواجهة شح المياه في العالم العربي
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وتزايد الطلب على المياه، تتجه أنظار العديد من الدول العربية نحو تقنية واعدة تُعرف باسم “تلقيح السحب” أو “الاستمطار الصناعي”. هذه التقنية، التي تهدف إلى زيادة كمية الأمطار الساقطة، قد تكون أحد الحلول الهامة لمواجهة شح المياه في المنطقة.
تعتمد عملية تلقيح السحب على إضافة مواد معينة إلى السحب لتحفيز تكون قطرات المطر. وتُستخدم عادةً مواد مثل يوديد الفضة أو ثاني أكسيد الكربون الصلب (الثلج الجاف) كنوى تكثيف تساعد على تجمع بخار الماء حولها، مما يؤدي إلى تكوين قطرات المطر.
وقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، في تطبيق هذه التقنية بشكل مكثف منذ عام 2017. وفقًا لتقارير المركز الوطني للأرصاد، أدت عمليات تلقيح السحب إلى زيادة نسبة هطول الأمطار بنحو 10-15% في المناطق المستهدفة.
ومع ذلك، لا تخلو هذه التقنية من التحديات والانتقادات. فهناك مخاوف بشأن التأثيرات البيئية المحتملة للمواد المستخدمة في التلقيح، إضافة إلى الشكوك حول فعاليتها على المدى الطويل وتكلفتها العالية.
يقول الدكتور محمد الحسن، خبير المناخ في جامعة القاهرة: “رغم الوعود الكبيرة لتقنية تلقيح السحب، إلا أننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم آثارها على المدى الطويل وضمان سلامتها البيئية.”
وفي الختام، بينما تبدو تقنية تلقيح السحب واعدة في مواجهة تحديات شح المياه، إلا أنها تظل جزءًا من حل أكبر يشمل ترشيد استهلاك المياه وتطوير تقنيات تحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه. ومع استمرار الأبحاث والتجارب، قد نشهد تطورات هامة في هذا المجال خلال السنوات القادمة.