انطلقت، مساء أمس الأربعاء بمدينة لولي البرتغالية، فعاليات مهرجان المتوسط الذي يحل عليه المغرب كضيف شرف، وذلك بحضور شخصيات بارزة من مختلف المشارب.
ويشكل هذا الحدث الثقافي البارز، الذي ينظم بتعاون مع سفارة المغرب بالبرتغال والمكتب الوطني المغربي للسياحة، وتتواصل فعالياته إلى غاية 30 يونيو، فرصة لتسليط الضوء على مختلف مظاهر الثقافة المغربية، وتعدد روافدها ومكوناتها، والاحتفاء بغنى فن الطبخ المغربي بمختلف نكهاته، والصناعة التقليدية من خلال عرض إبداعات الصانع المغربي.
ويحتفي المهرجان في نسخته الـ 20 بالتاريخ العريق للمملكة وجانب من ثقافتها وموسيقاها وأدبها من خلال تنظيم أمسيات ثقافية وتقديم عروض مسرحية وسينمائية، إلى جانب تقديم كتاب.
وبهذه المناسبة، قال عمدة مدينة لولي، فيتور مانويل غونسالفيش أليشو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اختيار المغرب، البلد الجار الأقرب للبرتغال، كضيف شرف لهذه التظاهرة الثقافية، يهدف إلى تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، وإبراز الإرث الحضاري المشترك بين البرتغال والمغرب الذي يتعين صونه وتثمينه.
كما جاء هذا الاختيار، وفق عمدة مدينة لولي، بهدف إتاحة الفرصة للجمهور البرتغالي عموما، وساكنة المدينة على وجه الخصوص، لاستكشاف التميز والتعدد الثقافي المتنوع والثري للمملكة، وبالتالي تعزيز التقارب بين الشعبين عبر بوابة الثقافة.
وأضاف أنه في “عالم مضطرب يتسم بالانقسامات، اخترنا عكس التيار، من خلال الاحتفاء بالمغرب، البلد الصديق الذي نتقاسم معه البحر والحضارة والتاريخ، لنعرف بعضنا البعض أكثر، ومن أجل تعميق هذه الروابط المتميزة القائمة بين البلدين”.
من جانبه، قال سفير المغرب بلشبونة، عثمان أبا حنيني، في كلمة له خلال حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي، إن مشاركة المغرب كضيف شرف في هذا المهرجان يجسد الاهتمام الكبير والإرادة المشتركة في تطوير العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، مبرزا أن بلدية لولي لطالما عملت على تعميق الروابط التاريخية والثقافية مع المملكة من خلال مبادرات ثقافية عديدة.
وأشاد الدبلوماسي المغربي بهذه المبادرة المتميزة التي تمنح الأولوية للثقافة، لأنه قطاع يتيح الفرصة للأجيال القادمة لمعرفة التراث المشترك بين البلدين، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المهرجان يأتي تزامنا مع احتفال البلدين بقرنين ونصف من الصداقة والتفاهم والاحترام المتبادل.
ويشارك المغرب بانتظام في هذه التظاهرة الثقافية منذ الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي، لما يتمتع به من خصائص متوسطية تقربه من الأجواء التي يرغب في تقديمها أمام جمهور هذه التظاهرة.
وتميز حفل الافتتاح بعرض غنائي متميز للمغنية المغربية تمارا رفقة أركسترا تطوان الأندلسية.
ومن الوجوه الفنية المغربية المشاركة خلال هذه الدورة، المغنية أم المعروفة بمزجها بين الموسيقى التقليدية والمعاصرة، كما سيكون جمهور مهرجان المتوسط على موعد مع باقة متنوعة من موسيقى كناوة وفن العيطة.
ويعد مهرجان المتوسط بلولي حدثا موسيقيا بارزا فرض نفسه في المشهد الثقافي الأوروبي بفضل هويته المتميزة التي تمزج بين الموسيقى العالمية، والألوان والنكهات والروائح، ما يعكس التنوع الثقافي الذي يميز هذا الحدث.
وبالإضافة إلى البرنامج الموسيقي الذي يستقطب أفضل الأسماء في صناعة الموسيقى عبر العالم إلى البرتغال، يتضمن المهرجان أيضا مزيجا من الفعاليات الثقافية التي تتراوح بين فن الطهي والفنون البصرية والترفيه والمعارض الفنية والرقص والمسرح والسينما والشعر، إلى جانب تنظيم ندوات وورشات عمل، وذلك بهدف تعزيز التعدد الثقافي وقيم التسامح والسلام.