المسيرة الخضراء ملحمة سلمية : في السادس من نوفمبر عام 1975، شهد المغرب حدثًا تاريخيًا فريدًا تمثل في “المسيرة الخضراء”، التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني لاسترجاع الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني. شارك في هذه المسيرة السلمية حوالي 350 ألف مغربي ومغربية، حاملين الأعلام الوطنية والمصاحف، في تعبير عن الوحدة الوطنية والتشبث بالحقوق التاريخية للمملكة.
خلفية تاريخية
منذ استقلال المغرب عام 1956، ظلّت قضية الصحراء تحت الاستعمار الإسباني تشكل تحديًا كبيرًا للمملكة. في 16 أكتوبر 1975، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا يعترف بوجود روابط قانونية وروحية بين الصحراء والمغرب، مما عزز موقف المملكة في مطالبتها بالسيادة على هذه الأقاليم.
إعلان المسيرة
في 16 أكتوبر 1975، أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة سلمية لاسترجاع الصحراء، مؤكدًا على الطابع السلمي لهذه الخطوة. في خطابه الشهير، قال: “غداً إن شاء الله ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله ستطؤون أرضاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون أرضاً من وطنكم العزيز.”
تنظيم المسيرة
تم تنظيم المسيرة بدقة، حيث تم اختيار 350 ألف متطوع من مختلف مناطق المغرب، يمثلون كافة فئات المجتمع. تحركت الجموع نحو الصحراء، حاملين الأعلام الوطنية والمصاحف، في تعبير عن سلمية المسيرة وتشبثهم بالحقوق التاريخية للمملكة.
نتائج المسيرة
أثمرت المسيرة الخضراء عن توقيع اتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 1975، التي تخلت بموجبها إسبانيا عن إقليم الصحراء، ليقتسم بين المغرب وموريتانيا. هذا الحدث عزز الوحدة الترابية للمملكة وأظهر للعالم قوة التلاحم بين العرش والشعب المغربي.
إرث المسيرة
تُخلد ذكرى المسيرة الخضراء سنويًا في السادس من نوفمبر، حيث تُعتبر رمزًا للوحدة الوطنية والتضحية من أجل الوطن. كما أنها تُعد درسًا في النضال السلمي واسترجاع الحقوق المشروعة بطرق حضارية.
تظل المسيرة الخضراء محطة مضيئة في تاريخ المغرب، تجسد إرادة الشعب في استكمال وحدته الترابية بطرق سلمية، وتعكس التلاحم القوي بين الملك والشعب في الدفاع عن القضايا الوطنية.