المدرسة العليا للأساتذة بفاس توقع اتفاقية شراكة وتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي والقنصلية العامة بفاس
د.سعيد سامي
شهدت رحاب المدرسة العليا للأساتذة بفاس صباح يومه الجمعة 12 يوليوز 2024 حفل توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المدرسة العليا للأساتذة بفاس وقنصلية فرنسا بفاس والمركز الثقافي الفرنسي بها.
في البداية، استقبل السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله الدكتور المصطفى اجاعلي، والسيد مدير المدرسة العليا للأساتذة بفاس الدكتور علي حيتوف، السيدة Carine Foeller VIALLON القنصلة العامة لفرنسا بفاس ومديرة المركز الثقافي الفرنسي بفاس-مكناس، والسيد Gérard BRUN المكلف بالتعاون العلمي والجامعي بسفارة فرنسا بالرباط، والسيدة Alexis DELAIRE المكلفة بالمهمة الجامعية بالسفارة، والسيدة وهيبة الوزاني المكلفة بمهمة التعاون والشراكات بالمركز الثقافي الفرنسي بفاس.
وحضر هذا الاستقبال كذلك السيد نائب رئيس الجامعة المكلف بالبحث العلمي والتعاون والشراكات الدكتور المصطفى الحضرمي، والسيد المدير المساعد بالمدرسة الدكتور حميدة الشيخاوي، والسيدة الكاتبة العامة الأستاذة آمال مرابطي، ورؤساء الشعب ومنسقي المسالك المعنيين باتفاقية الشراكة.
في كلمته الترحيبية، عبر السيد مدير المدرسة العليا للأساتذة بفاس الدكتور علي حيتوف، عن سعادته العارمة باستقبال الشخصيات الديبلوماسية والثقافية الفرنسية الرفيعة، وعن انخراطه الكامل في تفعيل وتنزيل اتفاقية الشراكة والتعاون بين المدرسة العليا والمركز الثقافي الفرنسي بفاس، وعبره مع القنصلية والسفارة الفرنسيتين، وذلك انطلاقاً من تدريس اللغة الفرنسية والعناية بها لكونها تعبر عن تاريخ مشترك بين المغرب وفرنسا، وكذا تثمين القواسم الثقافية المشتركة بين البلدين، وتنظيم الأنشطة العلمية والفكرية والملتقيات الطلابية، ودمقرطة التعلم بجعله متاحاً أمام أوفر الأعداد، وتعميم الثقافة ونشرها. وعليه، فإن المدرسة العليا ستتحمل نصيبها من المسؤولية في هذه المجالات، انطلاقاً من بنود الاتفاقية وكذلك اعتماداً على سياسة الحكومة المغربية التي فتحت ورشاً كبيراً يهتم بتعميق كفايات اللغات الأجنبية وإسهامها في التنمية المستدامة، حيث اعتمدت المناهج الجديدة لوزارة التعليم العالي على تخصيص وحدات اللغات الأجنبية في مختلف أسلاكها ومسالكها الدراسية لفائدة طلبتها وموظفيها، وتقديم الإشهادات بخصوصها، واعتمادها في المباريات والتوطيفات. لذلك فطموح المدرسة العليا للأساتذة، بما أنها مؤسسة عليا في التكوين المعرفي والبيداغوجي، أن ترفع من مؤهلاتها لتدريس وتعلم اللغات الأجنبية، والإشهاد على ذلك.
وعبرت السيدة Carine Foeller VIALLON، القنصلة العامة لفرنسا بفاس ومديرة المركز الثقافي الفرنسي بفاس-مكناس، عن ارتياحها لعقد اتفاقية شراكة بين المركز الثقافي الفرنسي بفاس والمدرسة العليا للأساتذة بذات المدينة، وأثنت على نشاطين علميين أنجزا خلال الأسابيع القليلة الماضية بتنسيق وتشارك بين المؤسستين، الأول يتعلق بدورة تكوينية وتطبيقية حول المسرح الفرنسي لفائدة 200 طالباً وطالبة في هذا التخصص. وتناول اللقاء الثاني الطبيعة بين علوم الأحياء والآداب الفرنسية وفلسفتها الجمالية والإبداعية والأبعاد الحالية للتغيرات المناخية.
ويعبر هذان المثالان، تضيف السيدة القنصلة العامة، عن متانة العلاقات التشاركية بين المركز الثقافي الفرنسي والمدرسة العليا للأساتذة بفاس، وعمق وتنوع مداخل التنسيق والتعاون، مما يشجع على تنمية وتطوير الأهداف العملية المشتركة، وتثمين القواسم الثقافية المشتركة، وترسيخ القيم الإنسانية العالمية التي تقوم على أساس التعايش المشترك. كما تستهدف الاتفاقية تعميم الثراء الثقافي، والتميز الأكاديمي، وتقاسم الخبرات، وعقد الأنشطة العلمية والإبداعية. وهي الأمور التي من شأنها أن تعكس عمق وتاريخانية العلاقات الديبلوماسية بين فرنسا والمغرب برؤية مستقبلية طموحة وفاعلة ومنتجة للقيم والمصالح المشتركة.
من جهته، ثمن السيد Gérard BRUN، المكلف بالتعاون العلمي والجامعي بسفارة فرنسا بالرباط، توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون بين المركز الثقافي الفرنسي والتمثيلية القنصلية وبين المدرسة العليا للأساتذة بفاس كمؤسسة جامعية، مسجلاً أنه يعتز بحجم التكوينات والمسالك التي تدرس باللغة الفرنسية في مختلف الجامعات المغربية. وهذه الحصيلة العامة الإيجابية تترجم عمق العلاقات التاريخية والراهنية بين فرنسا والمغرب، والتي هي جد ثرية وكثيفة. وتربط بين البلدين حاليا عدة برامج للتعاون الجامعي المفتوح على آفاق متعددة ومبتكرة. ولا زالت اللجن المشتركة المختصة تشتغل على حوالي 30 برنامجاً مشتركا برسم السنة القادمة. كما يتم العمل على استقبال 150 طالباً في الدكتوراه تنضاف إلى أعداد المستفيدين حالياً الذين ينجزون مرحلة أو جزءاً من أطروحاتهم وأبحاثهم بالجامعات الفرنسية. ويتم كذلك تشجيع الديبلومات والشواهد الثنائية التي تمنحها بشكل مشترك جامعات فرنسية بتنسيق مع نظيراتها المغربية.
وجدد السيد نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتعاون، الدكتور المصطفى الحضرمي، تأكيد الرئاسة وحرصها على دعم البرامج المشتركة مع البعثات السفارية والقنصلية والثقافية الفرنسية، مذكراً بجملة من الأنشطة الثقافية التي نظمت مؤخراً بالجامعة بتنسيق مع هذه البعثات، وفي مقدمتها “أيام الفلسفة”، مما يشجع على الانفتاح على الثقافات، وتعزيز قيم الانتماء الإنساني المشترك، وخاصة عبر تكثيف الحركية الجامعية التي تسهم في تنمية الكفايات البحثة والتشبع بثقافات الآخر وترسيخ مبادئ العيش المشترك.