العلاقات المغربية الجزائرية عنوان بارز في فقرات خطاب العرش ل 29 يوليوز 2024

الدكتور احمد درداري
استاذ بجامعة عبد الملك السعدي
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل

انطلاقا من الجدية التي يحتكم اليها جلالة الملك في قبول او رفض الافكار المطروحة وانطلاقا من الجدية التي تعكس صدق النية من كذبها لكونها تعبر و تتحكم في طبيعة الافعال والاقوال، فان جلالة الملك حفظه الله بكل جدية حريص على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخصوصا دول المغرب العربي باعتبار شعوب هذه الدول ترتبط فيما بينها بعلاقات متشعبة وقوية، لكن تقوضها احيانا مشاكل سياسية، كالتي بين المغرب والجزائر و التي تحتاج الى مراجعة شاملة وان كانت علاقات مستقرة، الا انها لا تتطلع لمستوى أفضل، مما يجعل منها موضوع انشغال جلالة الملك محمد السادس حتى ترقى الى المستوى المطلوب.
وعلى عكس ارادة الذين يريدون تعميق الازمة بين البلدين واستمرار غلق الحدود، و اذكاء الصراع والدفع بقطع العلاقة نحو التأجيج وركوب خيار الحرب..الخ، فان جلالته أكد مرة أخرى في خطاب العرش للإخوة الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وانه يولي الأهمية البالغة، لروابط المحبة والصداقة، والتعاون والتواصل بين الشعبين.
فاليد الممدودة وتكرار الدعوة الملكية للانتقال بالعلاقة الى مستوى افضل بين البلدين، يعكس مدى عمق الوعي الملكي بالاولويات التي تحجبها مزايدات لا قيمة لها، بل الوضع يخدم مصلحة طرف ثالث لم يعد الزمن يقبل بظهوره مباشرة في الصراع. وجلالة الملك من خلال اهتمامه بمد اليد للاخوة للجزائريين، يقلل من الترويج للعداء و غلق للحدود، وقطع الارحام بين الشعبين، كما يضحض الادعاءات المغرضة و ثقافة التهييج و المزايدات الهدامة والتخريبية.
فالثابت من جهة المغرب عبر عنه ملك البلاد الذي لم يتفوه يوما ولو بكلمة جارحة في حق الاخوة الجزائيين، بالرغم من الحملة المسعورة التي تستهدفه شخصيا وكرمز للدولة المغربية . فجلالة الملك يترفع على كل ما يقوض الروابط والعلاقات بين المغاربة والجزائريين، و يؤمن بمبدأ الجدية و يحتكم اليه ككل عاقل ليفرق بين الافعال الاقوال والسلوكات، والمواقف التي لا تجد تفسيرا خارج الجدية لقياس الضرر والمنفعة في كل شيء.
وجلالة الملك باعتباره معهدا لاصدار القيم الوطنية والدولية من قبيل التسامح الاعتدال والتعايش توجد في قاموس الدولة- الامة الضاربة في التاريخ و الحضارة التي تعكس المستوى الذي تظهر به الهوية المغربية الرسمية والشعبية.
والامل يعلق على فهم العقلاء الجزائريين لجدية قول جلالة الملك وما يتميز به من كرم وانسانية، وما يحجبه المعرقلون من خير عن الشعب الجزائري بحكم ان قول جلالة الملك كله خير و لا اعتراض عليه سياسيا ولا شعبيا نظرا لمكانة جلالته في قلوب جميع المغاربة و الاحرار عبر العالم .

Exit mobile version