الهروب إلى الشمال : العائلات اللبنانية تحت وطأة القصف الإسرائيلي

شهدت الطرق السريعة المؤدية إلى شمال لبنان اليوم ازدحاماً شديداً، حيث غادرت العديد من الأسر قراها هرباً من القصف الإسرائيلي المكثف الذي استهدف جنوب البلاد. الآباء والأمهات احتضنوا أبناءهم، وأخذوا معهم الأمتعة الضرورية في حقائب موضوعة على أسطح السيارات، بينما كان الدخان الأسود يتصاعد في الأفق.

على هذه الطرق المزدحمة، كانت السيارات والشاحنات الصغيرة محملة بقدر كبير من الأمتعة وركاب يفرون من الخطر المحدق. شاهد المارّة عائلات بأكملها تحاول الابتعاد عن القصف، بعضها فرت مسرعة دون أن تأخذ معها سوى الأشياء الأساسية، التي جمعتها على عجل تحت وابل القنابل.

عبد العفو، أحد سكان قرية ياطر التي تعرضت لقصف عنيف في ساعات الفجر الأولى، قال: “عندما بدأت الغارات صباحاً على منازلنا، حملت الأوراق المهمة وغادرنا المكان على الفور. المشهد كان مخيفاً، والضربات تحاصرنا من كل الجهات.” وفي حديثه، أعرب عبد العفو عن قراره بالمغادرة بعدما بدأت القنابل تسقط على البيوت، رغم أنه بقي في القرية منذ بداية النزاع.

ويضيف، “وضعت يدي على ظهر ابني لتهدئته وقلت له ألا يخاف.” والآن، تجد عائلة عبد العفو نفسها عالقة في حركة مرور متجهة شمالاً، غير متأكدة من وجهتها النهائية سوى رغبتها في الوصول إلى بيروت.

جاء هذا النزوح وسط تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، الذي تصاعد بعد اندلاع الحرب في غزة العام الماضي. وقد كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية بشكل كبير خلال الأسبوع الأخير.

مع توسع رقعة القصف ليشمل مناطق أخرى من لبنان، تلقى السكان مكالمات هاتفية مسجلة من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بإخلاء منازلهم حفاظاً على حياتهم.

الخبرية + وكالات

Exit mobile version