الطالب الباحث يوسف فايز، خريج ماستر الديبلوماسية الدينية بكلية الشريعة يعلق على مقالة الأستاذ سعيد سامي حول الهلال الشيعي بالشرق الأوسط وموقف السياسة الخارجية للمملكة المغربية
للاطلاع على مقال الدكتور سعيد سامي اضغط هنا
حينما يتحدث المؤرخ بمجهر العلاقات الدولية ليؤثث للتهديدات اللينة والصلبة للأمن القومي لبلدنا الحبيب نكون أمام تحليل واقعي لا تتعرض معطياته الحاضرة ولا تطوراتها التاريخية للانكسار ولا للحجب التاريخي.
من يستوعب الاعتقاد الشنتي والمجوسي ويدرس عن حلم إعادة الهيمنة الفارسية على عاتق الإسلام السني سيدرك أن الثقافة قد تكيٍِف الدين وفق تطلعاتها ومنه تصير عرفيتها الجمعية مخيالا يخامر القاعدة الشعبية الحاضنة لها الموجهة عبر آليات الحقد والمكر والعدوان على السنة لأنها تمقف حصنا معرفيا وممانعة فكرية أمام خطابها الثقافي على غرار الجغرافية السياسية،
كفى بمن فكك البعد البنيوي الجديد المركب لبنية النظام السياسي الإيراني من أن يستوعب مآلات ممارسته كونه عقيدة آنية واستراتيجية على المستوى البعيد حتى تحقيق الريادة على( العالم الإسلامي) الذي يدين تدينا إسلاميا سنيا بالأساس.
كفي بمن فكك نظرية ولاية الفقيه فقهيا وعقديا ومن تمحَّص كتب الملل والنحل والفرق العقدية ومن ثنى ركبتيه يدرس في علم الكلام وإقحاماته المتتالية في السياسة من أن يستوعب مواطن الداء وما هو الدواء، كفى بمن تتبع جهود العلماء وصراعهم لإحياء الدين من أن يكتشف كيف انجلى زخرف خطاب الفاطميين ولم اختار المغاربة أسسا رصينة لاعتقادهم وتدينهم، كفى بمن تساءل عن وجود النص الغائب الماركسي في الخطاب السياسي الإيراني من استيعاب التحالفات مع من يكيد للوحدة وللأمة.
فإذا كان العقل الفارسي قد استطاع أن يبلور نظريات وعلوم في العلونم الإنسانية والفيزيائية خدمة لحلمه الاستراتيجي المتمثل في إعادة (الامبراطورية الفارسية) فما هي الجهود التي يبذلها المثقف المغربي الذي لسوء الحظ لا زال تحت التنويم البسيط لخطاب يقبر ذاته بذاته في تحصين أمته والذب عنها؟