التضخم في عهد حكومة أخنوش: في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، أصبح التضخم في المغرب واحداً من أبرز القضايا التي تواجهها حكومة عزيز أخنوش. فمنذ توليه رئاسة الحكومة، تأثرت البلاد بسلسلة من الأحداث الاقتصادية العالمية، كارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيرات الجائحة، إلى جانب عوامل محلية كضعف المحصول الزراعي في بعض السنوات. كل هذه العوامل تضافرت لتزيد من حدة التضخم في البلاد.
أسباب التضخم
من أهم أسباب التضخم في المغرب الارتفاع المستمر في أسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية، التي تمثل جزءًا كبيرًا من استهلاك الأسر المغربية. كما أن الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية أسهمت في زيادة الأسعار، ما انعكس سلباً على تكلفة استيراد المواد الخام والسلع. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الاقتصاد المغربي من ضعف الإنتاجية الزراعية في بعض المواسم، مما يجعل البلاد تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب والأغذية.
تأثيرات التضخم على معيشة المواطن
انعكست موجة التضخم بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطن المغربي، خاصة ذوي الدخل المحدود. شهدت أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية ارتفاعاً ملحوظاً، مما جعل الكثير من الأسر المغربية تعاني في تلبية احتياجاتها الأساسية. وأدى ذلك إلى تنامي مطالبات الشارع بضرورة تدخل الحكومة للحد من هذا الارتفاع وإيجاد حلول للتخفيف من وطأته على الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
إجراءات الحكومة لمواجهة التضخم
حكومة أخنوش اتخذت عدة إجراءات لمحاولة كبح التضخم وتخفيف تأثيراته. من بين هذه الإجراءات تقديم دعم مباشر لبعض القطاعات الحيوية، خاصةً قطاع النقل لتحجيم آثار ارتفاع أسعار الوقود. كما عملت على دعم المواد الأساسية، وأعادت النظر في بعض الضرائب بهدف تحقيق استقرار الأسعار. ورغم هذه التدابير، يرى بعض المحللين الاقتصاديين أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر عمقاً لتخفيف عبء التضخم، مثل تعزيز الإنتاج المحلي ودعم الفئات الأكثر تضرراً.
التوقعات المستقبلية
يرى الخبراء أن السيطرة على التضخم ستظل تحدياً للحكومة، خاصةً في ظل تقلبات السوق العالمية وعدم استقرار أسعار الطاقة. ويعتبر بعضهم أن الطريق نحو استقرار اقتصادي طويل ويتطلب جهوداً متواصلة من أجل دعم الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الاستيراد. كما يشيرون إلى أهمية العمل على تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل، مما يسهم في تحسين مستوى معيشة المواطن المغربي على المدى البعيد.
يظل التضخم تحدياً مستمراً أمام حكومة عزيز أخنوش، خاصةً في ظل الظروف العالمية والمحلية المعقدة. وبينما يبقى المواطن المغربي يعاني من آثار ارتفاع الأسعار، تأمل الحكومة في استعادة التوازن الاقتصادي عبر سلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي قد تؤدي إلى تخفيف وطأة التضخم وتحسين معيشة المواطنين في المستقبل القريب.