أمينة أوسعيد
“ما عندي فين نسافر اختي غادي نبقا فداري”.. هكذا كان جواب أحد الموظفين عندما سألته عن الوجهة التي سيقصدها خلال العطلة الصيفية.. هذا المواطن الصفروي ليس وحده من آثر الجلوس في بيته عوض حزم حقائبه والتوجه نحو الشمال على غرار السنوات الماضية. فَجُلُّ الأسر المغربية أجمعت على هذا الاختيار الذي لم يكن من فراغ.. ويعزى ذلك إلى الظروف المعيشية الصعبة التي أصبحت تعيشها الطبقة المتوسطة والضعيفة نتيجة غلاء الأسعار وتزامن العطلة مع عيد الأضحى الذي أتى على أجرة يونيو ويوليوز. مما يفسر امتناع جل الأسر عن السفر خلال العطلة الصيفية هذه السنة. فضلا عن أسباب أخرى لا يمكن غض الطرف عنها.. حيث نجد أصحاب كراء الشقق يرفعون شعار “البيضة بجوج ديال الفصوص. لتصل سومة الكراء اليومي إلى أثمنة مبالغ فيها مقابل شقق تفتقر لمقومات السكن.. أثمنة يستعصي معها المكوث في المدن الساحلية لأكثر من أيام معدودات.. هذا الأمر لا يقتصر على الشقق فقط. فأصحاب المقاهي والمطاعم أيضا يسيرون على نفس النهج.. فبعض الفواتير التي يتم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الجشع الغير مبرر لأرباب المقاهي الذين يضاعفون الأثمنة مع تقديم خدمات رديئة تثير استياء المواطنين الذين لا يجدون متنفسا غير صفحاتهم على الفيسبوك لتقاسم تجاربهم السيئة في هذا المطعم أو ذاك.. أما مواقف السيارات فتلك قصة أخرى..حيث وصلت في بعض المدن تسعيرة ركن السيارة إلى أثمنة خيالية ينبغي معها مراقبة هذه الفوضى التي تنتعش مع عطلة فصل الصيف والتي يؤدي ثمنها المواطن الذي يبقى الحلقة الأضعف في هذه السلسة المركبة. كل هذه الأسباب لا تشجع السياحة الداخلية بالمغرب وتدفع بالمواطن إلى المكوث في بيته وفي أفضل الحالات قضاء العطلة خارج أرض الوطن بأثمنة مناسبة.