تواصل إسرائيل استعداداتها المكثفة تحسبًا لهجوم إيراني أوسع نطاقًا مما شهدته في أبريل الماضي. فقد وصف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الأيام المقبلة بأنها “مصيرية”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
على مدى الأسبوعين الأخيرين، تعيش إسرائيل حالة من الترقب الشديد، في توقع لهجوم إيراني متوقع رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران نهاية يوليو الماضي، وهو الاغتيال الذي ألمحت تل أبيب إلى مسؤوليتها عنه.
وحذّر نتنياهو وزراء حكومته من الإدلاء بتصريحات تتعلق بالقضايا الأمنية الحساسة، مؤكداً على أهمية التحلي بالصمت خلال هذه المرحلة الحرجة.
وأفادت هيئة البث بأن إسرائيل تستعد لهجوم إيراني أشد وأكثر شمولاً من هجوم الطائرات المسيّرة في أبريل الماضي، والذي تضمن إطلاق أكثر من 200 طائرة مسيّرة وصاروخ، وذلك بعد اتهام طهران لتل أبيب بتنفيذ غارة استهدفت قادة في الحرس الثوري الإيراني داخل القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق.
التقييمات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات مع إيران، حيث يبدو أن طهران عازمة على شن هجوم انتقامي واسع، رغم الاعتقاد السائد مؤخراً بأنها قد تراجعت عن تهديداتها بفعل ضغوط سياسية.
وتشير هذه التقييمات إلى احتمال استهداف إيران لمواقع حيوية في إسرائيل، منها قاعدة نفاطيم للقوات الجوية في النقب، ضمن رد فعل انتقامي يعتبر الأوسع حتى الآن.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد أن تهديدات الأعداء من إيران وحزب الله تتخذ أنماطًا غير مسبوقة، وأن إسرائيل تتحسب لهجوم محتمل من حزب الله أيضًا، وذلك على خلفية اغتيال القائد العسكري البارز في الحزب، فؤاد شكر، في بيروت أواخر يوليو.
وأضاف غالانت أن إسرائيل تمتلك قدرات دفاعية كبيرة، معربًا عن أمله في تفادي اندلاع حرب متعددة الجبهات.
وبحسب هيئة البث، يمكن استنتاج أن إيران قد خططت لاستهداف نقاط استراتيجية حساسة داخل إسرائيل، ومع ذلك، يبقى موعد الهجوم الإيراني مجهولًا حتى الآن. إلا أن المؤشرات والتهديدات المتبادلة بين الطرفين تعني أن الأيام المقبلة ستكون شديدة التوتر.