هل يعرف حكيم زياش المغرب ودوره التاريخي في الدفاع عن القدس
بقلم الرحالي عبد الغفور
حكيم زياش : تعتبر القدس مركزاً للتراث الإسلامي، وقد لعب المغرب دوراً تاريخياً بارزاً في الدفاع عنها منذ الفتوحات الإسلامية. تعود تسمية “باب المغاربة” في القدس إلى فترة الأندلس، حيث كان المغاربة يتوافدون على المدينة لأغراض دينية وثقافية، مما ساهم في الحفاظ على التراث الإسلامي ورفع مكانتهم في الذاكرة الشعبية كمجاهدين وحماة للمدينة.
على مر العصور، كان للمغاربة دورٌ بارز في العديد من الحملات العسكرية. من بين تلك اللحظات التاريخية معركة حطين عام 1187، التي شهدت مشاركة المغاربة في تحالف ضد الصليبيين. كما شارك المغاربة في الحملات على الأندلس بين 711 و1492، مما ساهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية في تلك المنطقة. وفي الحرب العالمية الثانية، انخرط الجنود المغاربة في صفوف الحلفاء، مما يعكس التزام المغرب بالقضايا الكبرى.
التزام المغرب بالقضية الفلسطينية
منذ تأسيس منظمة التعاون الإسلامي عام 1965، كانت القضية الفلسطينية في صدارة اهتمام المغرب. وقد كان المغرب طرفاً في عدة اتفاقيات دولية تعكس هذا الالتزام، مثل مبادرة السلام العربية عام 2002، ومؤتمر مدريد للسلام عام 1991. يُظهر ذلك التزام المغرب الدائم بدعم حقوق الفلسطينيين.
يُعتبر المغرب أيضاً من أبرز الدول التي تقدم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، حيث تُقدَّر قيمة هذه المساعدات بملايين الدولارات سنوياً. تشمل المساعدات الغذائية والدوائية، وكذلك المساعدات الطبية التي تتضمن إرسال الأطباء والمعدات إلى غزة، فضلاً عن المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين ظروف الحياة في الأراضي الفلسطينية.
تداعيات تصريحات زياش
في الآونة الأخيرة، أثارت تصريحات اللاعب الدولي حكيم زياش جدلاً واسعاً، خاصة فيما يتعلق بموقف المغرب من قضية فلسطين. فبعض التصريحات اعتبرت تجاوزاً لمبدأ الوحدة الوطنية، الذي يُعززه الدستور المغربي. إذ ينص الدستور على أن جميع المغاربة يتشاركون في المسؤولية عن القضايا الوطنية، مما يعني أن أي تصريح يُعتبر مسيئاً لسمعة البلاد يؤثر على الجميع.
يتساءل البعض عن مدى وعي زياش بتاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، خاصة في ظل العلاقات الدبلوماسية التي تجمع المغرب مع إسرائيل منذ تطبيع العلاقات في 2020. إن اتهام المغرب يُعتبر بمثابة اتهام لكل المغاربة، مما قد يؤثر سلباً على صورة الوطن في وقت يعاني فيه المغرب من أزمات سياسية واقتصادية.
يظل المغرب، رغم التحديات، مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين ولديه تاريخ عريق في هذا السياق. إن التصريحات والأفعال التي يمكن أن تُساء فهمها قد تؤثر سلباً على هذه الصورة. من المهم تعزيز الوعي بتاريخ المغرب ودوره في القضايا الكبرى، بما في ذلك قضية القدس وفلسطين، لضمان الاستمرار في الدفاع عن القيم الوطنية والإسلامية.