أكد كتاب وأدباء مشاركون في الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الجمعة، أن هذه التظاهرة التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 11 فبراير الجاري، تمثل فضاء مثاليا للحوار والتبادل بين شمال القارة الإفريقية وجنوبها.
وأوضح هؤلاء الكتاب في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن هذا الحدث الثقافي المنعقد على أرض إفريقية يتيح الفرصة لأدباء القارة ومبدعيها لتكريس الحوار، وإبراز دور الأدب في خدمة قضايا القارة وساكنتها.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب الهايتي، لوي فيليب دالومبير، إن مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي يمثل بالنسبة لي فرصة للحوار ومناقشة قضايا إفريقيا، ودول الجنوب عامة، وذلك من خلال تلاق مباشر بين كتابها دون وساطة من دول الشمال.
وأبرز دالومبير أن الحدث يكتسي أهميته باعتباره ينعقد على أرض إفريقية، ويتيح لنا فرصة الحديث في ما بيننا نحن كتاب دول الجنوب، مبرزا أن هذا المهرجان بصدد تكريس موقع خاص له في أجندة الأحداث التي تخدم فضيلة الحوار عبر العالم.
بدوره، قال الكاتب المغربي، خالد اليملاحي، إن مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي يمَكن من الربط بين شمال القارة وجنوبها، وتقريب الكتاب المغاربة والمغاربيين من نظرائهم من إفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا “نحن في حاجة لفضاء من هذا النوع لتحويل وعينا بإفريقيتنا إلى فعل وحوار ملموس على أرض الواقع.
وأبرز أنه، وكما أكد ذلك الفيلسوف السنغالي سليمان بشير ديان، في الدرس الافتتاحي لهذه الدورة من المهرجان، فإن “منطقة الصحراء الكبرى ليست حدا فاصلا بين شمال القارة وجنوبها، وإنما منطقة للتبادل وفضاء للحوار يجب أن نناقش فيه جميع القضايا التي تهم قارتنا بما في ذلك القضايا الحساسة”، معتبرا أن هذا النوع من المهرجانات يمثل خطوة حقيقية في هذا الاتجاه.
بدورها، أبرزت الروائية الإيفوارية -الفرنسية، فيرونيك تادجو، أن مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي يمثل “فضاء مهما للتلاقي مع كتاب القارة والجمهور. إنها مناسبة لإطلاق نقاشات تمكننا من التعرف على أنفسنا وفهم قضايانا بشكل أفضل. بل وتقديم صورة جيدة عن إفريقيا الموحدة نوعا ما”.
ويروم مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains )، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث بإمكان الجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
وتتخلل هذه التظاهرة، التي تتيح للكتاب والجمهور الفرصة للالتقاء في أشكال ولقاءات يومية مختلفة، عروض موسيقية وقراءات وشعر. كما تركز برمجة الدورة على المستجدات العلمية والأدبية لإفريقيا، وتخصص حيزا مهما لإعادة تنشيط وتعزيز الذاكرة والروابط التي توحد بين جميع الأفارقة أينما كانوا.
ويشهد المهرجان هذه السنة، حضور العديد من الأسماء الكبيرة في الأدب الإفريقي مثل خوسيه إدواردو أغوالوسا (أنغولا)، وليلى باحساين (المغرب)، وسليمان بشير دياني (السنغال)، وعلي بن مخلوف (المغرب)، وصوفي بيسيس (تونس)، وسهام بوهلال (المغرب)، وبوم هملي (الكاميرون)، وياسمين الشامي (المغرب)، وتحفة محتاري (جزر القمر)، وفانتا درامي (موريتانيا)، وويلفريد نسوندي (جمهورية الكونغو)، وسعد خياري (الجزائر)، وميا كوتو (موزمبيق).