عاشوراء بين الطقس الديني والبدعة الوثنية

الصحفي: أيمن جرفي.

playstore

من منا لا يعلم قصة نبي الله موسى مع فرعون، بعد أن اذن الرحمان للبحر أن ينشق لينجو نبي الله ومن معه ويهلك فرعون ومن معه.
وفي زمن غير ذاك الزمان ومكان غير ذاك المكان، بالضبط بالمدينة المنورة وحسب ما روى الشيخان-عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح نجّى الله فيه موسى وبنى إسرائيل من عدوهم، فصامه. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم»، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. (رواه البخاري (2004)
وأما المسلمون ومنذ ذاك يصومون كلا من التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر مخالفتا لليهود في صومهم. وفضل صوم يوم عاشوراء له الأجر والفضل الكبير كما أكد عدد من العلماء منهم النووي رحمه الله الذي قال بأن صوم يوم عاشوراء كفارة لسنة.

ولكن مع الأسف فهذا اليوم العظيم عند الله سرعانما أصبح اليوم يتزين بمختلف أشكال البدعة والضلال، أبرزها ما ينتشر بين الشيعيين من بكاء ونياح ولطم للوجوه وجلد الظهور بحجة الحزن على مقتل الحسين، مع كامل الأسى والأسف هاته المشاهد تبقى راسخة في الأذهان وكأنها أفلام رعب أو تعذيب، هاته المشاهد تدفعك للتفكير لتتأكد أحقا هاته الأفعال منسوبة لمسلمين؟ وتسأل نفسك هل لم يسمع هؤلاء عن رحمة الله وتوبته التي وسعت كل شيء، كما جاء في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
هذا دون الحديث عما انتشر بين مختلف شرائح مجتمعنا من احتفالات وأهازيج وطقوس تتبرأ من هذا اليوم العظيم تبرأ الذئب من دم يوسف، ومن هذه العادات نجد عادة القفز فوق النار والتي بعيدا عن همجيتها فهذه الظاهرة بدعية فيها تشبه بالمجوس عبدة النار، وهي سيلة مضرة بالبيئة والأفراد، فالبيئة تتضرر من جهة قلع الأشجار لإشعال النار بها، وتلويث الشوارع والأماكن العامة، والتسبب في الروائح الكريهة، والأفراد يتضررون بهذا كله، ولربما أدت هذه الحرائق الى حوادث مميتة، أو هتك الأعراض نسأل الله السلامة والعافية.
هذا بالإضافة لما يسمى كذبا “زمزم” وهي أحد أشكال اللعب التي تلي يوم عاشوراء يتراشق فيها الأطفال والشباب بالماء والبيض فأين الدين من هذا؟
وفي الأونة الأخيرة لم تعد هاته العادات كافية بل أصبحت قديمة الطراز، ليبدأ يوم عاشوراء مرتبطا بتفجير واشعال مختلف الألعاب النارية على أساس أنه احتفال، فأي احتفال في نشر الفزع بين الناس أي احتفال في أداء الناس فكم من طفل وشاب مات جراء هاته “الاحتفالات” وكم منهم تعرض لأضرار جسيمة وصلت لحد التشوه فأين هو الدين من هذا؟
انتشار هاته الأشكال من الاحتفالات الوثنية والمبتدعات الدينية لا ينم سوى عن جهل الناس بشريعة دينهم وبنهج نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا ليس ضربا في عقيدة المغاربة حاشا لله ولكنه ليس سوا تذكير لما نسيناه أو ما تناسيناه من ديننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى