أمن إسبانيا يوقِف “داعشيًّا خطيرًا” بناءً على معلومات الديستي المغربية التي أحبطت عمليات إرهابية محتملة
كشفت يومية الصباح أنّ مصالح الحرس المدني الإسباني في برشلونة تمكّنت، قبل يومين، من إيقاف شخص يُشتبه في انتمائه إلى تنظيم “داعش”، وذلك استنادًا إلى معلومات وفّرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية. وقد صنّفت السلطات الإسبانية الموقوف ضمن قائمة “الإرهابيين الخطيرين”، لا سيما بعد ثبوت تورُّطه في أنشطة دعائية لصالح التنظيم الإرهابي، وبحثه عن طرق استخدام المواد السامة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وبحسب السلطات الإسبانية، فإنّ المعلومات المغربية “الثمينة” كشفت وجود علاقة وطيدة بين الموقوف وبين ثمانية أشخاص آخرين اعتُقلوا في يوليوز الماضي، في عمليات أمنية متزامنة جرت في مليلية المحتلة ومدريد ومالقة. وأوضحت التحقيقات أنّ المشتبه فيه استخدم منصات مراسلة مشفّرة لتوسيع نشاطه، مستهدفًا شبابًا آخرين والتحريض على تبنّي الفكر المتطرف.
دور “أوروبول” وعمليات بحث حول السموم
شارك في عملية إيقاف المشتبه فيه كلٌّ من وكالة الاتحاد الأوروبي للشرطة (أوروبول) والحرس المدني الإسباني، إذ رُبِطت عمليات البحث التي أجراها حول السموم الكيميائية بالسياق الأوسع للتهديدات الإرهابية داخل إسبانيا. وأشارت الشرطة الإسبانية إلى أن الموقوف كان يتواصل مع عناصر من مدن إسبانية أخرى، بمن فيهم شباب قيد التحقيق منذ سنة 2023 في مليلية المحتلة، ضمن جهود مبكرة رامية إلى الكشف عن التهديدات الإرهابية.
تطور الخلية الإرهابية واعتقالات متزامنة
وأظهرت المعطيات الأمنية أن أفراد الخلية، الذين تشرّبوا أفكارًا متطرفة من تنظيمات إرهابية مثل “داعش” و”داعش خراسان”، وصلوا مرحلة اتخاذ خطوات عملية في سبيل تنفيذ أعمال عنف. وتمّ اعتقال ثمانية أشخاص، في يوليوز الماضي، في مدن مدريد ومالقة ومليلية المحتلة، مع مصادرة أدلة تشير إلى مخططات إرهابية. وقد ساهمت المعلومات الدقيقة التي قدّمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية في تفادي “حمام دم” محتمل بإسبانيا، الأمر الذي يبرز أهمية التعاون الدولي بين الأجهزة الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود.
يجسّد توقيف هذا المشتبه فيه في برشلونة، بشراكة مغربية إسبانية ودعم من أوروبول، نموذجًا لنجاعة التنسيق الأمني العابر للحدود، كما يعكس الدور الفعّال الذي تضطلع به المصالح الأمنية المغربية في إحباط مخططات إرهابية تهدّد استقرار المنطقة، لتؤكد من جديد أن التعاون الوثيق بين الاستخبارات المغربية ودول الجوار هو أحد الركائز الأساسية للتصدّي للإرهاب وحماية الأرواح والممتلكات.