جهود متجددة لحل أزمة طلبة كليات الطب في المغرب
تشهد أزمة طلبة كليات الطب في المغرب تطورًا جديدًا مع استئناف وسيط المملكة، محمد بن عليلو، لمساعيه الحميدة في محاولة لإيجاد حل للإضراب المستمر منذ تسعة أشهر. هذه الخطوة تأتي في وقت حرج، حيث يواجه الطلاب والكليات على حد سواء خطر سنة دراسية بيضاء.
وفقًا لمصادر من اللجنة الوطنية لطلاب الطب، فإن الوساطة ستبدأ بعد اجتماع مرتقب بين بن عليلو ووزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي. وقد أبدى الطلاب تفاؤلهم بهذه المبادرة، آملين أن تسفر عن حلول ملموسة تنهي الأزمة الحالية.
في خطوة استباقية، قام الطلاب المضربون بتزويد الوسيط بملف شامل يوضح نقاط الخلاف الرئيسية، مرفقًا بمقترحات جديدة لحل النزاع. هذا الإجراء يعكس رغبة الطلاب في التعاون والوصول إلى حل توافقي.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة. فالطلاب مستمرون في مقاطعة امتحانات الاستدراكية للفصل الأول، بينما ترفض الكليات منحهم شهادات التسجيل اللازمة للإقامة في الأحياء الجامعية. في المقابل، تصر الوزارة على منح الطلاب نقط صفر، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وسط هذه الأجواء المتوترة، برز اقتراح مثير للاهتمام من المركز المغربي للمواطنة (CMC). يتمثل هذا الاقتراح في إنشاء خدمة صحية وطنية لمدة عامين، مع اعتبار السنة السابعة من الدراسات الطبية كسنة أولى من هذه الخدمة. يهدف هذا الاقتراح إلى الحفاظ على جودة التكوين الطبي، وتلبية احتياجات القطاع الصحي، مع توفير فرصة للأطباء الشباب لاكتساب خبرة عملية وتلقي تعويض مالي مناسب.
مع تجدد الجهود لحل هذه الأزمة، يبقى الأمل معقودًا على نجاح وساطة بن عليلو في تقريب وجهات النظر بين الطلاب والوزارة. فالتوصل إلى حل توافقي أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لمصلحة الطلاب، بل أيضًا لضمان استمرارية وجودة التعليم الطبي في المغرب.
إن تعقيدات هذه الأزمة تتجاوز مجرد خلاف حول مدة الدراسة، لتشمل قضايا أعمق تتعلق بمستقبل القطاع الصحي في البلاد. فالتحدي الحقيقي يكمن في إيجاد توازن بين الحفاظ على معايير التعليم الطبي العالية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للنظام الصحي الوطني.