قراءة في خطاب حسن نصر الله المتعلق بالحرب الحالية على غزة، على ضوء المصالح الجيو-سياسية للمملكة المغربية وموقفها من الشيعة والتشيع.
د.سعيد سامي
من كان ينتظر من الشيعة نصرة حاسمة لسنة غزة، صدم من خطاب حسن نصر الله يومه. فادعاء استجلاب ثلث الجيش الإسرائيلي حارسا للحدود الشمالية لا يستقيم مع طبيعة الحرب على غزة التي تقام جوا من ف 16 و ف35، بتكنولوحيا عالية ومدمرة بطائرات لا توظف عسكرا عرمرما. وبالتالي، فنظرية وحدة الساحات ليس لها ما يتبثها في خلق ردع يخفف من عدد وآثار مجازر الفلسطينيين المدنيين المحتمين بالمستشفيات والكنائس.
من يدرس تاريخ الصراع الشيعي السني بالشرق الأوسط يستنتج أن الشيعة أكثر عداوة للسنة من أي خصم آخر، حتى المخالف للدين الإسلامي. ولنا في تاريخ القرن 16م ما ينهض دليلا على أن الصفويين الشيعة ببلاد فارس أو إيران، قد ألهوا العثمانيين في أوج مدهم بأوروبا الشرقية والوسطى، حين تركوا حربهم التوسعية هناك ليصدوا الهجومات الشيعية على الحدود المشتركة.
في الزمن الراهن، ما يهم الشيعة هو امتلاك السلاح النووي، لا لضرب تل أبيب، كما يوهمون السذج، وإنما لتوسعة الهلال الشيعي بالعراق وجنوب لبنان واليمن، واقتطاع الشرق السعودي الذي يعيش به 7 ملايين شيعي، وابتلاع البحرين.
لقد كانت الديبلوماسية المغربية حكيمة عندما قطعت علاقتها مع إيران نصرة للبحرين، وتثمينا لعلاقاتها المتميزة مع الملكيات الخليجية التي تبادلها نفس الدعم الجيو-استراتيجي والجيو-سياسي.
ظل المغرب طوال تاريخه، ومنذ منتصف القرن العاشر الميلادي حاميا للغرب الإسلامي(شمال أفريقيا وغربها والاندلس) من الشيعة بعد طرد الفاطميين من المغرب الأدنى إلى مصر، ووصول المرابطين السنة المالكية للحكم بالمغرب، فتشكلت التوابث الملكية والمالكية والجنيدية والاشعرية وامارة المؤمنين، وحدة حامية لهذا المجال الجغرافي الشاسع، من فتن الطائفية.
وتبعا لهذه الشرعية المذهبية الفقهية والعرفانية والعقدية والسياسية، التي حمت بلاد الغرب الإسلامي من الفتن على خلاف المشرق الإسلامي سواء الأوسط أو الاسيوي، لا يمكن إلا أن يظل كذلك. ولذلك، فالطموحات الإيرانية الشيعية بالغرب الأفريقي تنافس الامتداد الديني والثقافي والسياسي للمغرب السني ببلدان جنوب الصحراء، تهدد الأمن الجيو-استراتيجي والجيو-سياسي للمملكة، وهو ما تنتبه إليه المؤسسات الديبلوماسية والأمنية العسكرية والمدنية بالمغرب.
وما يقع بالشرق الأوسط أقرؤه بهذا التحليل. لا ننتظر من الشيعة أي فائدة بمغربنا بمجاله الجغرافي الحيوي.
ملاحظة ثانية جديرة بالاثارة لفهم ما يجري بغزة. قطر السنية استمات رئيس مجلس وزرائها ووزير خارجيتها في ذات الوقت، داخل مجلس الأمن ليوقف العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية الشيعية. السؤال أين هي الديبلوماسية القطرية حاليا في مجلس الأمن للقيام بنفس الدعم لصالح غزة المنكوبة في الحرب الراهنة المهددة لوجود القطاع ذاته، مدنيين ومقاومة؟!!. بعبارة أخرى، لماذا دعم السنة: القطريون والمسيرات الشعبية في مختلف ربوع العالم الإسلامي السني الشيعة في حرب يوليوز 2006 بكل صدقية وسذاجةسياسية؟. ولماذا قتل الشيعة السنة في سوريا بشار، وكفوا سلاحهم الاستراتيجي عن نصرة سنة غزة بالشكل الذي يردع إسرائيل ويدفعها لوقف الحرب؟!.