سياسة

الحكومة الصامتة

يكاد يجمع المتتبعون للشأن السياسي والحكومي بالمغرب على أن ما يميز الحكومة الحالية عن سابقاتها هو الصمت وغياب التواصل، فاذا استثنينا البلاغ الجاف الذي يتلوه الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة عشية كل خميس بعد انعقاد المجلس الحكومي، فلا نكاد نعثر على أي تواصل آخر..ولا سيما على وسائط التواصل الإجتماعي التي يتعاظم دورها يوما بعد يوم…
حكومتنا الصامتة تعمل بحكمة كم من أشياء قضيناها بتركرها ولكن هناك قضايا لا تحتمل الترك والتأجيل منها قضية إختفاء أحد الحجاج المغاربة بالديار المقدسة ولا أثر له ولا خبر، والأدهى من ذلك أن وزير الإتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة هو المكلف على رأس بعثة الحج لهاته السنة.فالحكومة لم تكلف نفسها ولو بنشر بلاغ أو توضيح حول حادث الإختفاء وكأنه مواطن ينتمي لدولة أخرى غير المغرب.
إن عدم التواصل وصم الآدان أمام المشاكل التي تلامس هموم المواطن يولد لدى عامة الشعب نفورا من العمل السياسي وفقدان الثقة في الحكومة مما يجعله لا يرى إلا السواد ولا ينخرط في البرامج الحكومية والتنمية المحلية.فلو لم يكن للتواصل أهمية لما جعلت له الديمقراطيات العريقة كرسي وزاري فكفى من سياسة الآدان الصماء وافتحوا باب التواصل والإنصات مع المواطنين الذين منحوكم أصواتهم مقابل تمثيلهم وتمثيل احتياجاتهم وترجمتها إلى مشاريع تنعكس بالإيجاب على معيشهم اليومي…فالحكومة الحالية وإن اتبعت سياسة الطرشان الى آخر نهايتها -يقول أحد المواطنين متأسفا- فهي تحكم على نفسها بالفشل وتعرض نفسها لأقصى العقوبات يوم الإقتراع بعدما تنكرت لوعودها واغلقت نوافذها اتجاه من صوتوا لها.
بقلم : أحمد بومهدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى