درداري في ختام ندوة صفروبريس : جنوب افريقيا تسعى لتشكيل تكتل ممانع لحل قضية الصحراء المغربية في مواجهة القوى الكبرى و ليس المغرب فقط

playstore

في سياق تحديد محاور الندوة حول زيارة دي ميستورا لجنوب افريقيا ، أشار السيد عبد العالي دمري مسير الندوة إلى تصريحات المسؤولة الدبلوماسية لجنوب افريقيا ، و التي أوردت فيها أن دي مستورا زار بلادها لإطلاع المسؤولين هناك على مستجدات قضية الصحراء المغربية ، هذا مع العلم أن كل القرارات الأممية لا وجود فيها لجنوب افريقيا و لا لأي دور يمكن أن تقوم به في النزاع. ليبقى السؤال هو ماذا يمكن لجنوب افريقيا أن تقدم لموضوع الصحراء المغربية.
في هذا السياق دائما أكد الأستاذ أحمد درداري رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات وناىب عميدة كلية الحقوق بتطوان أن مغربية الصحراء لم يعد فيها أي جدال . غير أن جنوب افريقيا باعتبارها تشكل احد دول الممانعة في الموضوع ، فهي تحاول تشكيل حلف في مواجهة الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء ، و في مقدمته الاعتراف الرسمي الأمريكي. ولهذا ستبقى صوتا خارج السرب بما أننا لا يمكن بأية حال من الأحوال مقارنة قوة الولايات المتحدة بجنوب افريقيا ، اللهم إذا اختارت هذه الأخيرة الاصطفاف وراء إيران و النظام العسكري الجزائري و هي أنظمة تريد جعل المنطقة بؤرة للتوتر من خلال تمويل الأنشطة الإرهابية و الأنشطة الانفصالية بما يعنيه من تدخل في الشؤون الداخلية للدول و هو ما يرفضه المغرب دائما ، كونه يحرص على احترام الشؤون الداخلية لكل البلدان و يسير علاقاته الدبلوماسية دائما بحكمة و تبصر ، و لا ينخرط في اي نشاط معادي لأية دولة احتراما لتاريخه الذي يحسب بالقرون و هو ما رسخ لديه عقيدة لا يمكن زعزعتها . و بناء على هذا فالمغرب يتوجه نحو إنهاء النزاعات بافريقيا و ليس فقط في موضوع الصحراء المغربية.
وقال الدرداري أن المغرب يسعى لمحاربة الإرهاب و التطرف بافريقيا ، و البحث عن توازنات ماكرو اقتصادية تكون في مصلحة كل افريقيا ، و لهذا كانت كل الزيارات الملكية لافريقيا و التي تتجاوز 50 زيارة تتجه نحو التنمية و التعاون الاقتصادي تحت شعار افريقيا للأفارقة . بهذا فالمغرب يريد إسكات البنادق بإفريقيا و إطلاق العنان للمشاريع و التنمية لمحاربة الهجرة و مواجهة الأوبئة . فجلالة الملك يريد أن يرى افريقيا تعيش نهضة و تنمية حقيقية ، و لهذا فالدبلوماسية المغربية قوية في حين أن دبلوماسية الجزائر كانت تقتات من الحرب الباردة و لهذا انتهت دبلوماسيا و تريد أن تصبح حاضرة عسكريا . بل و حتى الحضور العسكري في ظل التطور التكنولوجي الحالي أصبحت له تكلفة باهظة . و عليه فعلى المغرب أن يواصل العمل ضمن التكتلات الدولية في مواجهة تكتل الممانعة المتمثل في إيران و الجزائر و جنوب افريقيا ، و هي دول واهمة أن القوى الدولية الكبرى تقف في صفها كون هذه القوى لا ترى مصلحة لها في الوقوف في صف الممانعين. هذه القوى الكبرى بالعكس ترى مصلحتها في المغرب بالنظر لعنصر الأمن الذي يتميز به علاوة على موقعه الجغرافي الاستراتيجي ، و عليه فالمغرب اليوم يعرف كيف ينهي النزاع لكون الموقف الجزائري قد تبين ضعفه بشكل واضح و خاصة في ظل تجاهلها من قبل المغرب رغم ما تقدمه من دعم عسكري للانفصاليين و الإرهابيين ، و ستظل على هذا الحال إلى أن تسقط في فخ عقوبات الأمم المتحدة ، و بالتأكيد سنشهد قرارات أممية في حقها في المستقبل القريب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى