التيك توك “, التطبيق المنحرف :” الله يسترنا حتى يدينا “

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين

playstore

بعد الغزوات التي احدثها روتيني اليومي في اوساط المغربيات على اليوتوب ، والبورتريات المفعمة بالإغراءات الجنسية على تطبيق الانستغرام ، جاء التيك توك ليوصل الامور الى مداها .
عري ،وكلام ساقط ، و حركات ميوعة ،وإيحاءات جنسية ، و دعارة مقنعة تحت مسمى “المؤثرون “, لم يعد الحجاب مقياسا للعفة والطهارة ، فالمحجبات من فوق سلمن للشيطان اسفلهن وهن يتمايلن بملابس لاصقة او مثيرة، يتعمدن إظهار مفاتنهن بشكل فج أشبه بعارضات العري في نوادي الشذوذ و خمارات العمال باوروبا.
لا يمكن فتح نقاش حول هذه التطبيقات من حيث آليات المراقبة و التخليق ، لأنها تطبيقات تفسح المجال للدعارة الإلكترونية ،دعارة عن بعد أشبه بمشاهدة الأفلام الإباحية .
لم يعد ممكنا حماية الهواتف الذكية من غباء مستعمليها ، المشاهد الحميمية و القبل و العناق ،و إشهارات تكبير الأعضاء التناسلية ، و التباهي بالمؤخرات التي تأرخ لحجم تأخر الوعي و تقدم التخلف .
الميوعة و التفاهة و الخلاعة في ارقى أشكال البشاعة ، هي عناوين غير كافية لتشخيص حجم الإنفلات الأخلاقي الذي تعطيه تطبيقات التواصل الإجتماعي .
لقد إقتحمت التطبيقات غرف النوم ،والمراحيض ،و عرت الحياة الخصوصية للناس ،واصبح كل شيئ مباحا مادام يجلب الإعجاب ومن بعده أموالا ترسل عبر مكاتب المعاملات المالية .
نحن امام تجارة رائجة مربحة ، تحول نساء بسيطات فاتنات الى بطلات في مسلسل تشويه صورة المرأة و تبخيس قيم المجتمع ، و جني المال بعروض الإغراء و التي لها متابعون كثر ومن مختلف الاعمار والبقاع.
يزداد الأمر خطورة حين تقوم نساء بممارسة تلك الإستعراضات بوجه محجب بنقاب ، فهن يدركن انهن يقمن بسلوك يحرمه المجتمع ،لكنهن لا يأبهن بتأثير ذلك على الناشئة مادامت تلك الإستعراضات الخليعة لها متابعين كثر من الداخل و الخارج .
تفتح اليوتوب لتتبع مشاهير تلاوة القرآن الكريم ،وانت متماهي مع القراءة في خشوع ،تقطع التلاوة لمرور إشهار لتكبير القضيب ، و الموقف مثله يتكرر للاولاد وهم يستعملون أشرطة تعلم اللغات !!!
لم يعد الجنس حبيس غرف النوم ولا الفضاءات المغلقة ، لقد تحول إلى لازمة في كل مناحي الحياة ، فقد اصبحت ادوات الإثارة الجنسية عند عاهرات نوادي الجنس باوروبا وامريكا موضة عند بناتنا اللواتي يقدمن على وضع الاقراط في الانف و الإبط و المهبل .
وأصبحت الملابس الممزقة التي تظهر أجزاء من المناطق الحساسة أمرا عاديا ، فتجد البنت حتى وهي طفلة رفقة أسرتها وهي ترتدي تلك الملابس الممزقة بحجة إتباع الموضة .
لا احد يستطيع التنبأ الى اي مدا سيوصلنا هذا الإنجراف الحاد نحو الإنحراف .
ولا احد اليوم يستطيع تحديد معايير الصالح من الطالح . وسيصبح هذا السلوك الشاذ من طبائع الامور ،وسيتحول المعارضون الملتزمون الى متخلفين ومتزمتين .
لقد فقد الآباء السلطة على الأبناء خاصة بعد البلوغ لان مواثيق حقوق الإنسان جعلت الجسد ملكا لصاحبه يفعل به ما يحلو له ،ولا سلطة للمجتمع عليه ، فاصبحت المثلية و السحاق ظواهر تصالح معها المجتمع ،بل ويتجه نحو عدم تحريمها .
وإختلت مقاييس العفة ، فاصبح النقاب وسيلة لإخفاء الهوية وغطاء لممارسة الدعارة بلا وازع إجتماعي ، و اصبح التلاعب بمعايير السترة و اصبح تغطية الشعر يبيح مادون غيره من ملابس كاشفة لاصقة مثيرة !!!!
هذا كله تشخيص لظواهر يعرفها الجميع ،و البحث عن حلول ليس في المتناول، خاصة و أن بلاد الحرمين الذي كان يقتدى به ،تحول إلى زعيم لكل أشكال التحرر بمفهومه السلبي والسالب للكرامة.
لم يعد الدين هو الحل مادام سلوك المحجبات يظاهي سلوك المتبرجات ، ومادام الإعتداء الجنسي على الاطفال يغزو دور حفض القرآن الكريم ، ومادام المدرس القدوة هو من جعل الجنس مقابل النقطة و النجاح .
اعتقد جازما انه مهما كانت التربية داخل البيوت فلن تحمي الاطفال والشباب من الإنحراف الذي يغزو الحواسيب والهواتف و الأماكن العامة و المؤسسات الدراسية .
لا نملك سوى القول :” الله يسترنا حتى يدينا ” ،ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى