خطاب إيران على لسان حسن نصر الله مؤشر على الحرب التوسعية في الشرق الأوسط

playstore

لقد القى حسن نصر الله خطابا يوم امس الجمعة انتظره العالم وجاءت معركة طوفان الأقصى التي اطلقت يوم 7 اكتوبر ، عنوانا بارزا لخطابة الذي رسم فيه خارطة حرب توقعية و محتملة جدا بمؤشر اتساع لهيب الحرب الدائرة منذ 7 اكتوبر والتي أصبحت ممتدة في أكثر من ساحة.
و خص حسن نصر الله في خطابه معركة طوفان الاقصى باهتمام وحيز زمني اكثر من موضوع لبنان، حيث أضفى على خطابه نكهة قومية اسلامية بمحور مركزية الاقصى، و ايضا القضية الفلسطينية كقضية سياسية مركزية في العالم .
فحسب المنطق الديني اعتبر مقاومة حماس للاحتلال الاسرائيلي كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والدينية والسياسية، وعرض الاستعداد الكامل للتضحية لنصرة الاقصى والشعب الفلسطيني بصبر لا محدود.
– رفض نصر الله ومعه شعوب للمعاناة والقهر والظلم الاسرائيلي في حق الفلسطينيين .
لقد ذكر نصر الله بالمعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة 75 سنة واعتبر السنوات الأخيرة أكثر قساوة على الشعب الفلسطيني بسبب سياسة العدو الإسرائيلي التي تزداد قهرا وظلما للفلسطينيين وتهجيرا حسب قوله.
– اضفاء السرية على التخطيط والمواجهة تكتيك حقق الانتصار .
اعتبر نصر الله ان السرية المطلقة هي التي ضمنت النجاح الباهر لمعركة طوفان الأقصى
منذ أحداث 7 أكتوبر حيث أعادت طرح القضية الفلسطينية على العالم اجمع وكأنها عودة ل 1947.
واكد على ان الفلسطينيين وحدهم هم من صنعوا أحداث 7 أكتوبر تخطيطا وتنفيذا،
وربط بي تنفيذ لمشاريع استيطان جديدة في الضفة الغربية، في مقابل وجود مليوني إنسان في غزة يعيشون في حصار خانق
اضافة الى الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والغير مسبوقة
ومرد ذلك حسب قوله للحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي شددت على آلاف الأسرى من الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.
– امريكا مشاركة في الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
قال نصر الله ان الولايات المتحدة سارعت للإمساك بالاحتلال لاستعادة زمام الامور، لكن معركة طوفان الأقصى أحدثت زلزالاً أمنياً وعسكرياً ونفسياً ومعنوياً في كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومهما فعل لن يستطيع أن يغير من نتائجه، وان الاحتلال لم يستطع حتى الآن استعادة زمام المبادرة
ونوه بطوفان الأقصى واعتبرك عملا بطوليا شجاعا عظيما، وان العدو الإسرائيلي حسب زعمه كان تائها وشاردا منذ اليوم الأول للمعركة، وان معركة طوفان الأقصى كانت خيارا صائبا وحكيما، و أسست لمرحلة جديدة من مصير شعب فلسطين، واعتبر التضحيات والإنجازات في قطاع غزة والضفة الغربية مستحقة دفعت إسرائيل الى طلب أسلحة جديدة و10 مليارات دولار من أمريكا.
– قضية الاسرى الاسرائيليين هي ضريبة على الجرائم.
قال حسن نصر الله ان الاحتلال وضع هدف استعادة الأسرى الإسرائيليين بلا قيود، وان إسرائيل ارتكبت جرائم وعمليات إبادة جماعية في غزة. حيث دمر الأحياء السكنية في قطاع غزة مما يبين الغباء والعجز في إسرائيل الذين لم تسطيع معهما اسرائيل استعادة الرهائن إلا من خلال المفاوضات.
وان الأوضاع في غزة تكشف المسؤولية الأمريكية المباشرة عن القتل اضافة الى امتناعها عن إدانة إسرائيل في مجلس الأمن
و رفضها وقف إطلاق النار في غزة، مما يجب معه حسب نصر الله محاسبة أمريكا على جرائمها بحق شعوب المنطقة، واعتبر الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عن كل المجازر بالمنطقة، واعتبر قرار الهجوم على القواعد الأمريكية في العراق حكيم وصائب.
– احتساب طوفان الاقصى انتصارا لبنانيا.
قال نصر الله ان انتصار غزة اليوم هو مصلحة وطنية لبنانية، و انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وقال بان وقف العدوان وانتصار غزة أولوية رئيسية لحزب الله. وان العدو الإسرائيلي يهدد الشعب اللبناني بدماء الأطفال بغزة .
وقال بان الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من الهجوم الإسرائيلي على غزة.. وجبهة لبنان جذبت ثلث جيش الاحتلال إلى الحدود
ودخول حزب الله المعركة بدأ في 8 أكتوبر الماضي، واعتبر ما يجري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية كبير ومؤثر.. وأن ربع القوات الإسرائيلية الجوية مسخرة باتجاه لبنان، وانه غير كافي ما يجري حاليا على الحدود مع فلسطين المحتلة.
فهناك نزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الإسرائيلية، وتوجيه نصف الدفاع الصاروخي الإسرائيلي نحو لبنان وحوالي ثلث القوات الإسرائيلية اللوجستية موجه نحو لبنان. فقد تم إخلاء 43 مستعمرة إسرائيلية شمالا و58 أخرى جنوبا.
– تحذير حسن نصر الله لاسرائيل.
اطلق نصر الله تحذيرا لإسرائيل من تماديها في استهداف المدنيين بقطاع غزة
وتوعدها ونبهها الى أن يكونوا جاهزين لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة، مع التأكيد ان كل الخيارات مطروحة ويمكن أن الذهاب إليها في أي وقت، وان أمر الجبهة وتصاعدها وتطورها مرهون بمسار الأحداث في غزة، واعلن انه تلقى تهديدا بقصف من الطائرات الأمريكية منذ بداية المعركة، وقال بان الحدود اللبنانية الإسرائيلية قد تشهد حربا واسعة، إذا حصلت الحرب حسب زعمه فلن تواجهها الأساطيل ولا الطائرات، مدعيا انه قد أعد للأساطيل الأمريكية عدتها.. ولا نخشاها.. تذكروا هزائمكم في لبنان والعراق وأفغانستان، ووجه الكلام للولايات المتحدة بالقول ان التهديدات لن تجدي نفعا، مؤكدا على الجاهزية لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة، وحذر إسرائيل من تماديها في استهداف المدنيين بقطاع غزة.
وفي مقابل كل هذا، فان جواب الولايات المتحدة الاميركية هو رفض ايقاف الحرب على غزة فهل هذا كافي على انطلاق شرارة الحرب الكبرى مع ايران وهل ستستمر الحرب بالوكالة مدة طويلة ؟ ام ان الحرب بين الدول العسكرية والنووية ستكون امرا واقعا بدون اي تحفظ يذكر؟
احمد درداري
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى