الدار البيضاء تحتفي باختتام مهرجانها للمسرح الجامعي الدولي
بقلم سمير السباعي/ عدسة أيوب أعواج
أسدل الستار مساء يوم الجمعة 28 يوليوز 2023 بالمركب الثقافي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء عن مهرجان المسرح الجامعي الدولي في دورته الخامسة والثلاثين، والذي انطلقت فعالياته الاثنين الماضي تحت شعار “المسرح والعوالم الافتراضية”. وقد شكل هذا العرس الثقافي الدولي الذي نظمته كلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن مسيك المتواجدة بنفس المدينة بشراكة مع عدد من المؤسسات العمومية والخاصة، بعدد من المراكز الفنية والثقافية والجامعية المتواجدة بتراب مقاطعات العاصمة الاقتصادية للمملكة محطة مهمة للاحتفال بالفعل المسرحي في ارتباط مع ما تطرحه الرقميات الجديدة من تحديات على مستوى الممارسة المسرحية اليوم في شكلها التقليدي المتعارف عليه.
و قد حرصت رئاسة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء في شخص رئيسها السيد الحسين أزدو سواء في كلمته الافتتاحية إبان انطلاق هذا المهرجان أو في كلمته الختامية عند حفل اختتام هذا العرس المسرحي التأكيد على القيمة الكبرى التي عبر عنها تنظيم هذه الدورة من المهرجان الدولي للمسر ح الجامعي هذه السنة ليس فقط كتعبير عن حياة ثقافية و فنية على المستوى المحلي و الوطني والعالمي بل لدوره في ترسيخ و تأكيد عدد من القيم الثقافية ذات النفس الإنساني و التي تعبر عنها أشكال متنوعة من الإبداع الفني المتنوع عبر كل العالم، و يبدو أن الرهان كان قويا حسب أزدو من خلال هذا المهرجان للتأكيد على ضرورة الفعل الثقافي داخل الحرم الجامعي المغربي، لكن ضمن شروط موضوعية تنتصر للجودة و الأداء التنظيمي و البرامج المؤسساتية الواضحة، وهي محددات يمكن حسب أزدو أن تؤسس لأرضية ذات أسس متينة تضمن استمرارية هكذا محطات ثقافية بعيدا عن قصور الاعتبارات الشخصية لهذه الجهة أو تلك.
مع التأكيد في نفس الآن أن هذا الاحتفاء البيضاوي بالمسرح الجامعي الدولي كان مناسبة لتلاقي الثقافات و تبادل التجارب العالمية في الفن المسرحي، وهو أمر يدعو الدار البيضاء كمدينة أن تفتخر بنجاحها في كسب رهان تنظيم هذا العرس المسرحي العالمي.
وقد حرصت اللجنة المنظمة لهذا الأخير هي الاخرى في شخص رئيسها السيد رشيد الحضري عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن مسيك، على أن تؤكد على الطابع المهم الذي اكتساه تنظيم هذه الدورة من المهرجان، سواء على مستوى رسالته القيمية المعبرة عن عمق التسامح في الثقافة المغربية مع الآخر أو على صعيد قوة القضايا التي ناقشها المهرجان عبر مختلف فقراته، والمرتبطة أساسا بفتح النقاش حول تأثيرات ما يسمى بالذكاء الاصطناعي على صعيد الممارسة المسرحية الراهنة.
ضمن نفس السياق جاء تأكيد الفنان محمد الشوبي رئيس لجنة تحكيم العروض المسرحية التي برمجت للمسابقة خلال هذا الحدث الثقافي في كلمة له خلال حفل اختتام هذه الدورة، على أن الدلالة الكبرى المعبر عنها من خلال هذا المهرجان هو التأكيد على أن استمرارية الفعل المسرحي والفني ستظل منوطة بشكل حقيقي بالشباب، داعيا في نفس الآن إلى انخراط كل الجامعات المغربية مستقبلا في تنظيم هذا العرس المسرحي ببلادنا مع التشديد على ضرورة الانفتاح في الدورات القادمة على تجارب مسرحية جامعية خاصة من إفريقيا و آسيا قصد إغناء التجربة المسرحية لهذا الحدث الدولي. للإشارة فقد فازت بالجائزة الكبرى لهذه الدورة من المهرجان المسرحي الجامعي الدولي بالدار البيضاء الفرقة المسرحية التابعة لكلية العلوم ابن مسيك المتواجدة بنفس المدينة عن عرضها “جفاف الجلد المصطبغ”، بعد تقييم اللجنة لعشرة عروض قدمتها عدد من الفرق المسرحية الجامعية من المغرب وخارجه.