أيت الفرسي بين مطرقة الفيضانات وسندان الإهمال.. المجتمع المدني يجدد مطلب حماية البلدة من الفيضانات
يوسف القاضي
من بين أوائل الأصوات التي دافعت عن ضرورة إنجاز السدود التلية بإقليم تنغير، يظل المجتمع المدني في أيت الفرسي في طليعة المنادين بهذا الورش الحيوي، منذ استفادة الجماعة الترابية من برنامج التعاون البلجيكي المغربي ما بين 2012 و2014.
فقد خاضت فعاليات المجتمع المدني خلال تلك السنوات مسارًا طويلًا من المراسلات والدراسات التقنية الموجهة إلى رؤساء المصالح الخارجية، مقدمةً أفكارًا واقتراحات جديرة بالتنويه والتفعيل على أرض الواقع، غير أن المنطقة شهدت – للأسف – تعثّرًا ملحوظًا، قد يكون ممنهجًا، حال دون ترجمة هذه الجهود إلى مشاريع واقعية تعود بالنفع على الساكنة، في وقت استطاعت فيه مناطق أخرى الاستفادة من مشاريع مماثلة بفضل تحركات سياسية محلية فعّالة.وقد عقد المجتمع المدني بأيت الفرسي اجتماعات ماراطونية متواصلة مع وكالة الحوض المائي كير–زيز–غريس، للدفع نحو إخراج مشروع سد التسامح إلى الوجود، لما له من أهمية قصوى في حماية الممتلكات والأرواح.
فالموقع المقترح للسد يشهد فيضانات متكررة وخطيرة تهدد البنايات والمزارع والساكنة، وهو ما تؤكده فيضانات بداية التسعينيات، ثم فيضانات 2014 التي تسببت في خسائر مادية معتبرة وانهيار منازل عدد من المواطنين.وفي ظل هذا الوضع، يتعيّن على الهيئات السياسية والمنتخبين تحمل مسؤولياتهم الكاملة في حماية الساكنة وممتلكاتها، وإعداد تصور تنموي واقعي يقي المنطقة من المخاطر قبل وقوع أي كارثة لا قدّر الله.
كما أن اللقاءات التشاورية الجارية بخصوص البرامج التنموية المندمجة تمثل فرصة ثمينة تفرض على السلطات الإقليمية الالتفات إلى هذا الموضوع الحيوي، بالنظر إلى المستجدات التي تعرفها البنية التحتية بالمنطقة، وما تطرحه من إكراهات جديدة على مستوى تدبير مخاطر السيول.
ويبرز من بين هذه المستجدات بناء الطريق غير المصنفة الرابطة بين أيت الفرسي المركز وأكديم نخرطان وأشم، وهو عنصر جديد في المعادلة قد يُحدث مشاكل حقيقية أثناء التساقطات المطرية، خصوصًا في غياب منافذ فعليّة لتصريف مياه الأمطار، ما قد يوجه سيولات الأودية نحو نقاط معينة مهددة بالأضرار. وقد تأكدت هذه المخاوف من خلال ما لوحظ ميدانيًا خلال التساقطات المطرية للسنة الماضية، والتي أبرزت الحاجة الملحة إلى برنامج متكامل لحماية مركز أيت الفرسي من مخاطر الفيضانات المحتملة.
