عمر قشمار
يقترب مشروع الربط السككي الاستراتيجي بين مدينتي وجدة والناظور من الانطلاقة الفعلية، حيث وصلت دراسات الجدوى التقنية والاقتصادية إلى مراحلها النهائية، معلنةً عن قرب إطلاق واحد من أضخم المشاريع المهيكلة في الجهة الشرقية للمملكة المغربية.
المشروع، الذي رُصدت له ميزانية ضخمة تقدر بـ 8 مليارات درهم (800 مليار سنتيم)، سيمتد على مسار يبلغ طوله حوالي 110 كيلومترات، مصمماً ليكون شرياناً اقتصادياً حيوياً يربط بين أهم أقطاب المنطقة. ومن المقرر أن يمر الخط عبر مدن بركان، زايو، وأحفير، مما سيساهم في فك العزلة عن هذه المناطق ودمجها بشكل كامل في الدورة الاقتصادية الوطنية.
ويكتسب هذا الخط أهمية استراتيجية قصوى كونه سيرتبط مباشرة بمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الميناء العملاق الذي يُنتظر أن يبدأ تشغيله قريباً. وسيعمل الخط السككي على توفير بنية تحتية لوجستية عالية الكفاءة لنقل البضائع من وإلى الميناء، مما يعزز القدرة التنافسية للصادرات المغربية ويدعم التجارة الدولية.
من المتوقع أن يُحدث المشروع تحولاً جذرياً في حركة نقل المسافرين، حيث سيقلص مدة الرحلة بين وجدة والناظور إلى حوالي ساعة ونصف فقط، مقارنة بساعات طويلة في الوضع الحالي. هذا التحسين سيخدم بشكل مباشر المواطنين، العمال، والطلبة، ويوفر وسيلة نقل حديثة، آمنة، ومستدامة.
وصرح مصدر مطلع من وزارة النقل واللوجستيك بأن “هذا المشروع ليس مجرد خط سككي، بل هو رافعة تنموية متكاملة ستعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية للجهة الشرقية. نتوقع أن يساهم في تنشيط الاستثمار، خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفتح آفاق جديدة للتنمية السياحية والصناعية في المنطقة.”
ومع اقتراب الدراسات من نهايتها، تتجه الأنظار الآن نحو الإعلان الرسمي عن بدء الأشغال، في خطوة حاسمة ستضع الجهة الشرقية على سكة التنمية السريعة وتعزز من مكانتها كقطب اقتصادي واعد على الصعيدين الوطني والقاري.
مشروع الربط السككي وجدة-الناظور: قاطرة التنمية تدخل مرحلة الحسم بـ800 مليار سنتيم
