عاشوراء بين فرحة الطقوس وتهور الشباب… أفعال تجر إلى السجن وربما إلى المآسي

بينما ينتظر المغاربة مناسبة عاشوراء للاحتفال بطقوسها التراثية والدينية، تحوّلت هذه الذكرى في بعض الأحياء إلى مسرح للفوضى والخطر، بسبب ممارسات طائشة من طرف عدد من الشباب والقاصرين، خاصة ما يتعلق بإضرام النار في الشوارع العامة واستعمال المفرقعات والمواد القابلة للانفجار.
وهي أفعال لم تعد مجرد تهور، بل جرائم يُعاقب عليها القانون المغربي، حيث ينص الفصل 589 من القانون الجنائي على عقوبات صارمة قد تصل إلى السجن النافذ لكل من تسبب عمداً في إشعال النار في ممتلكات عامة أو خاصة.وفي تطور مقلق، شهد حي أناسي بالدار البيضاء، مساء أمس، حادثاً خطيراً بعدما اشتعلت النيران في سيارة مركونة بفعل تصرفات متهورة من طرف شباب أشعلوا ناراً ضخمة بمناسبة عاشوراء.
الحادث خلف صدمة وسط الساكنة، وأعاد إلى الواجهة التساؤلات حول حدود التساهل مع هذه الممارسات المتكررة.ولم يكن هذا الحادث الوحيد؛ ففي عاشوراء من السنة الماضية، لقي شاب يبلغ من العمر 17 سنة مصرعه، وأصيب آخر بجروح خطيرة، نتيجة تفجير أنبوب غاز وسط نار مشتعلة. مشاهد مأساوية تؤكد أن الاستهتار لا يمر دائماً دون ثمن.
ولا يقل خطورة عن ذلك، الاستخدام العشوائي للمفرقعات والأسهم النارية المهربة، التي لا تخضع لأي معايير أمان، وتؤدي إلى إصابات جسدية، وإثارة الهلع بين السكان، مما يعرّض المتورطين لمتابعات قانونية بتهم تتعلق بالحيازة غير المشروعة لمواد متفجرة وتعريض حياة الآخرين للخطر.
في ظل هذه الأوضاع، تتعالى النداءات من المجتمع المدني، والسلطات، وفعاليات تربوية بضرورة تحمل الأسر لمسؤولياتها في مراقبة الأبناء وتوعيتهم، والتعاون مع المصالح المختصة للحفاظ على الأمن العام.
فعاشوراء، رغم رمزيتها الدينية والاجتماعية، لا يجب أن تتحول إلى ليلة شغب وتهور، بل مناسبة للاحتفال السلمي، في إطار من النظام واحترام القانون، بما يضمن سلامة الجميع.