التدخين والجهاز الهضمي

لا شك أن موضوع التدخين و آثاره الوخيمة على صحة الانسان قد اسال الكثير من المداد ونحن بعيد تخليدنا لليوم العالمي لمكافحة التدخين و الذي يصادف 31 ماي من كل سنة استوقفتنا الارقام المهولة و الاحصائيات المخيفة ان على مستوى عدد الوفيات أو على مستوى مسببات السرطانات و تفاقم الأمراض، ولعل عددا لا بأس به من المقالات تناولت تأثير هاته الآفة على عدة مستويات وقد ارتأينا في هذا المقال تسليط الضوء على تأثير التدخين على الجهاز الهضمي، فالمعدة تتأثر بشكل كبير فالتدخين يزيد من افراز حموضتها ويعجل بالالتهابات المعدية المزمنة و يؤخر الشفاء من قرحتها مما قد يؤدي الى مضاعفات وخيمة كالنزيف و الانفحار و زيادة حظوظ التسرطن ،اما بالنسبة للامعاء فالمدخن غالبا مايعاني أما من الإمساك أو الاسهال نتيجة تأثير التدخين على حركة الأمعاء.
ويعتبر الكبد والبنكرياس من الاعضاء التي تتأثر سلبا جراء التدخين مما يؤدي الى احتمال ضعف وظائفها و تسرطن خلايا البنكرياس و ضعف القدرة على افراز الانسولين مما يؤدي الى الاصابة بمرض السكري، ليس هذا فحسب فقد تبث بما لا يدعو مجالا للشك انه بالاضافة الى خطر احتمال تسرطن الفم والحنجرة و المريء فان التدخين يعرقل عملية الهضم بمجملها حيث انه يؤثر سلبا على الانزيمات الهاضمة ويقلل من تدفق الدم وتهيج بطانة الجهاز الهضمي مما يؤدي الى الالتهابات و ضعف امتصاص المواد الغذائية، وحرصا على اعطاء هذا المقال صبغة تحسيسية توعوية فيمكن القول ان الاقلاع عن التدخين له مزايا عدة على وظائف الجهاز الهضمي وحمايته من الامراض والالتهابات المزمنة و التعجيل بشفاءه.
دة. نجاة خليل اختصاصية امراض الجهاز الهضمي والكبد مستشفى محمد الخامس بصفرو.