ترامب وترحيل المهاجرين: تصعيد غير مسبوق وتوتر داخلي وخارجي

في خطوة غير مسبوقة، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحشد عناصر الأمن إلى مدينة لوس أنجلوس، معلناً أن هدف هذه الخطوة هو “تحرير المدينة من المهاجرين غير الشرعيين”، واصفاً إياهم بصفات قاسية ومهينة.
ففي معرض حديثه، اعتبر هؤلاء المهاجرين مسؤولين عن “تدمير المدينة”، وأن لوس أنجلوس التي يعرفها الأمريكيون ليست هي ذاتها بسبب وجودهم.
على الجانب الآخر، تصاعدت أصوات معارضة قوية لهذه الخطوة، حيث اعتبر حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أن هذه الإجراءات تمثل خرقاً سافراً للقانون الأمريكي، ودعا ترامب إلى سحب قواته من المدينة فوراً.
كذلك أعرب رئيس بلدية لوس أنجلوس، إريك غارسيتي، عن استنكاره لهذه الخطوة واعتبرها تصعيداً يضر بالمجتمع.
ينعكس هذا التوتر في المشهد السياسي الأمريكي، حيث تتفاقم الخلافات الحادة بين الجمهوريين الذين يدعمون سياسات ترامب، والديمقراطيين الذين يرفضونها بشدة.
على صعيد آخر، لا تخلو هذه القرارات من احتجاجات المهاجرين غير النظاميين أنفسهم، الذين يعتبرون عمليات الترحيل “انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان”.
خارجياً، واجهت الولايات المتحدة انتقادات من عدة دول، أبرزها المكسيك والبرازيل، اللتان عبّرتا عن رفضهما لسياسات الترحيل هذه. كما انتقدت كل من الأرجنتين وكولومبيا ونيكاراغوا الإجراءات الأمريكية، معتبرة إياها “تعدياً على حقوق المهاجرين وانتهاكاً للقوانين الدولية”.
وما زاد الطين بلة، أن منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش واللجنة الأمريكية للحقوق المدنية أعربت بدورها عن قلقها من التصعيد، واعتبرته خطوة تفتقر إلى الإنسانية وتزيد من معاناة آلاف الأسر التي تعيش في ظل الخوف المستمر.
هذا التصعيد الداخلي والخارجي يعكس حجم التوتر الكبير الذي تسببه سياسات الترحيل الأمريكية، ويؤشر إلى صراعات معقدة على المستويات السياسية والاجتماعية والإنسانية.