سياسة

بريطانيا تنحاز للحكم الذاتي في الصحراء المغربية : تحول تاريخي في موقف لندن من النزاع الإقليمي

شهدت الرباط، اليوم الأحد، تحولًا دبلوماسيًا بارزًا في موقف المملكة المتحدة من قضية الصحراء المغربية، بعدما أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أن “بريطانيا ترى في الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق والبرغماتية لتسوية هذا النزاع”.

ويأتي هذا الإعلان في إطار بيان مشترك تم توقيعه بين الجانبين، يعكس تطورًا نوعيًا في العلاقات الثنائية، كما يحمل دلالات استراتيجية على مستوى الملف داخل أروقة الأمم المتحدة، خصوصًا أن بريطانيا تعد عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، ومن الدول المؤثرة في صياغة القرارات الأممية.

دعم بريطاني للحل الواقعيوفي تعليقه على هذا الموقف، أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن إعلان لندن يُعد “تحولًا مهمًا في موقف دولة محورية داخل المنظومة الدولية”، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بدعم سياسي، بل أيضًا بانفتاح اقتصادي، إذ تُبدي جهات استثمارية بريطانية اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأضاف بوريطة أن المغرب لا يتعامل مع هذا التطور على أنه تشريف دبلوماسي أو غاية في حد ذاته، وإنما كعنصر حاسم في الدينامية الدولية الهادفة إلى إيجاد حل دائم ومُتفق عليه في إطار السيادة المغربية، مؤكدًا أن “جلالة الملك محمد السادس وضع أسس العلاقات الدولية للمغرب على قاعدة الوضوح”.

تعزيز المسار الأمميوشدد بوريطة على أن موقف بريطانيا يساهم في تقوية الزخم داخل المسار الأممي، ويؤكد أن الحل الواقعي والتوافقي الوحيد الممكن يتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007، والتي تحظى اليوم بدعم متزايد من عواصم دولية كبرى، من واشنطن ومدريد إلى برلين ولندن.

رسالة إلى الأمم المتحدة والفاعلين الدوليينتأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه الضغط على الأطراف المتشبثة بمواقف جامدة تعرقل التوصل إلى تسوية سياسية متقدمة، حيث دعا بوريطة في كلمته إلى ضرورة تحمل الأمم المتحدة وعدد من الأطراف الدولية مسؤولياتها في الدفع نحو حل تفاوضي يضع حدًا للنزاع المفتعل.

المغرب وبريطانيا: نحو شراكة أوضح وأقوىوأكد بوريطة أن المغرب سيواصل العمل مع بريطانيا وفق نهج واضح ورؤية استراتيجية منسجمة مع توجيهات الملك محمد السادس، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مع إيلاء اهتمام خاص لتنمية الأقاليم الجنوبية كمجال واعد وجاذب للاستثمار الدولي.

ويُعد هذا الموقف البريطاني الجديد نقلة نوعية في توازنات النزاع حول الصحراء المغربية، وقد تكون له تأثيرات مباشرة على مواقف دول أخرى، وعلى مستقبل التعاطي الأممي مع هذا الملف الذي طال أمده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى