إقليم تازة يحتفي بـ20 سنة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال معرض تنموي بمشاركة 55 عارضا

تقرير: محمد حارص- جمال بلة – بدر العمراوي
في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، شهد إقليم تازة أمس الثلاثاء افتتاح فعاليات معرض تنموي كبير، يحتضنه فضاء المعارض التابع لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس-مكناس، بمشاركة 55 عارضا يمثلون جمعيات، تعاونيات، وشبابا من حاملي المشاريع التنموية الواعدة.
وقد ترأس حفل الافتتاح عامل إقليم تازة، السيد مصطفى المعزة، بحضور رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس المجلس العلمي المحلي، إلى جانب السلطات الأمنية والعسكرية، ورؤساء المصالح الخارجية، وعدد من رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، إضافة إلى فعاليات المجتمع المدني.
ويهدف هذا المعرض، الممتد إلى غاية 23 ماي الجاري، إلى تسليط الضوء على المنجزات التي تحققت بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، مع إبراز المشاريع والمبادرات ذات الأثر الإيجابي في تحسين ظروف العيش، وتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للفئات الهشة، وبخاصة النساء والشباب.
ويجسد هذا المعرض روح الالتزام والتضامن التي طبعت عشرين سنة من العمل التنموي الميداني، في مجالات حيوية كدعم التمدرس، وتعميم الولوج إلى الخدمات الصحية، وتمويل المبادرات المدرة للدخل، بما يكرّس المقاربة الملكية التي تضع الإنسان في قلب كل السياسات العمومية.
وفي تصريح للجريدة، أوضح السيد عز الدين لوكيلي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، أن هذا المعرض يعد واجهة حقيقية لعرض حصيلة المبادرة، وفرصة لتقاسم التجارب الناجحة وتثمينها، لاسيما تلك التي استفادت من المواكبة ضمن البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي.
وأضاف أن التظاهرة تبرز التحول النوعي الذي عرفته المشاريع المحلية، التي انطلقت صغيرة في بداياتها، لتصبح اليوم نماذج ناجحة في التمكين الذاتي والابتكار المجتمعي.
ويضم المنتدى المصاحب للمعرض سلسلة من الورشات التكوينية والندوات الموضوعاتية، التي تهم المقاولة الشبابية، وآليات التأطير المالي والإداري للمشاريع، فضلا عن ورشات حول صحة الأم والطفل، إلى جانب رواق خاص بالألعاب احتفاء بالأطفال.
كما يضم المعرض أروقة مؤسساتية لشركاء المبادرة الوطنية، إلى جانب أروقة مخصصة للجمعيات النشيطة في محاربة الهشاشة، والنساء في وضعية هشاشة، بالإضافة إلى شباب مقاولين استفادوا من دعم صندوق المبادرة لتطوير مشاريعهم.
وتشكل هذه التظاهرة منصة للتواصل والتبادل بين مختلف الفاعلين في الحقل التنموي، كما تسعى إلى تشجيع الاستهلاك المحلي للمنتجات المجالية، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، في أفق خلق فرص جديدة للتشغيل وتعزيز التنمية المستدامة بالإقليم.
وفي تصريح مماثل، قال عبد اللطيف النجار، رئيس جمعية التضامن لذوي الاحتياجات الخاصة، أن مشاركة جمعية التضامن اليوم، يعد مناسبة لإبراز طاقات الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين أثبتوا قدرتهم على الإبداع متى أتيحت لهم الفرصة، وهو ما تحقق بدعم المبادرة الوطنية.”
بدوره أكد محمد كرامي، رئيس جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، على أن المبادرة لم تكتفِ بالدعم المالي، بل كانت جسرًا نحو الكرامة والاندماج الفعلي لأبنائنا داخل المجتمع.
من جهتها عبرت أمل العزوزي، رئيسة جمعية تفعيل المبادرات بتازة، عن اعتزازها في هذا المعرض الذي يعد شاهد على تطور مشاريع تقودها نساء وشباب من الإقليم، ويمثل دليلاً على أن العمل المحلي يمكن أن يصنع الفرق حين يُواكب بمهنية وشراكة حقيقية.”
وصرح يونس القاسمي، مرشد سياحي وأحد المستفيدين من دعم المبادرة، مشيرا إلى أن دعم المبادرة الوطنية كان نقطة تحوّل حقيقية في مساري المهني، وساهمت في إبراز تازة كوجهة للسياحة البيئية والثقافية بامتياز.
وقد حظي المعرض بإقبال لافت من الزوار الذين أعربوا عن إعجابهم بجودة المنتجات والخدمات المعروضة، لا سيما تلك التي تعكس التراث المحلي وتدعم الاقتصاد التضامني.
ويُرتقب أن يعرف المعرض، خلال أيامه المتبقية، تنظيم لقاءات مفتوحة وورشات تكوينية إضافية لتعزيز قدرات العارضين وتوسيع شبكات الشراكة والتعاون.