جهة فاس-مكناس تراهن على السياحة الاستشفائية : المياه الحرارية بوابة الاستثمار والتنمية

في إطار انخراطه في الدينامية الوطنية لدعم القطاع السياحي، أطلق مجلس جهة فاس-مكناس مبادرة استراتيجية تتمثل في تنظيم المنتدى الجهوي الأول حول السياحة الاستشفائية، بشراكة مع وزارة السياحة، وولاية الجهة، وعمالة إقليم مولاي يعقوب، والجامعة الأورومتوسطية، والمجلس الجهوي للسياحة، وذلك أيام 10 و11 و12 أبريل 2025، تحت شعار: “المياه الحرارية بجهة فاس-مكناس: صحة وسياحة”.
ويأتي هذا المنتدى تنزيلاً لخارطة الطريق الاستراتيجية 2024-2026، التي أطلقتها الحكومة لإنعاش القطاع السياحي، وترسيخا لقناعة مجلس الجهة بأهمية السياحة الاستشفائية كرافعة جديدة لتحفيز الاستثمار وتنويع العرض السياحي الجهوي، خاصة في ظل ما تزخر به الجهة من مؤهلات طبيعية وتراثية وثقافية فريدة، أبرزها المحطات المعدنية ومصادر المياه الحارة المعروفة بخواصها العلاجية.
وسيشهد المنتدى، الممتد على مدى ثلاثة أيام، تقديم مشاريع استثمارية وبرامج تنموية من القطاعين العام والخاص، وندوات علمية بمشاركة أكاديميين وخبراء مرموقين في مجالات الطب، والسياحة، والاقتصاد المحلي، إلى جانب عرض نماذج ناجحة لتجارب استشفائية من داخل الجهة.
قوس تحليلي: بين الماء والمستثمر… من يسبق؟المنتدى ليس فقط تظاهرة ظرفية، بل هو بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الجهة على الانتقال من التشخيص إلى التمكين، ومن الحديث عن المؤهلات إلى تحويلها إلى رأسمال فعلي منتج للثروة.
اختيار السياحة الاستشفائية في دورتها الأولى لم يأتِ من فراغ، بل يعكس وعيا متزايدا بضرورة تثمين الموارد المحلية التي غالبا ما تُهمل لصالح “كليشيهات” سياحية جاهزة ومكرورة.
لكن الرهان اليوم ليس على وفرة المياه الساخنة فقط، بل على سخونة القرار الاستثماري، وجرأة الفاعلين المؤسساتيين على توفير شروط استقطاب المستثمر الحقيقي، لا المنعش الظرفي.
والسؤال الجوهري: هل تنجح الجهة في أن تجعل من منتدى ثلاثي الأيام، مصدرا لتحولات مستدامة في منطق تدبير القطاع؟