الجزائر تواصل حملتها العدائية ضد المغرب عبر اتهامات وهمية بـ”حرب الديب فايك”

لا تزال الجزائر تواصل تصعيدها الإعلامي ضد المغرب، حيث شنت هجومًا جديدًا نهاية هذا الأسبوع، عبر وكالتها الرسمية للأنباء، محملة المغرب وفرنسا مسؤولية ما وصفته بـ”حرب الديب فايك”، في محاولة لتبرير سيل من التصريحات غير المنطقية الصادرة عن أحد وزرائها، والتي أثارت موجة من السخرية الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
مزاعم المؤامرة وأعداء “المحور الشرير”
في تقرير نشرته وكالة الأنباء الجزائرية (APS) يوم 17 فبراير، زعمت الجزائر أن “مختبرات خفية” و**”أجهزة استخبارات”** تابعة للمغرب وفرنسا، إلى جانب دول أوروبية وخليجية، تمول “حربًا قذرة” تستهدف الجزائر عبر ترويج معلومات مضللة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وادعت الوكالة أن الجزائر تمتلك “تقنيات عالية” وإجراءات “متطورة” لمواجهة هذا “العدوان الإعلامي”، مؤكدة أن جهات معادية تستخدم “الذكاء الاصطناعي” وتقنيات “الديب فايك” لنشر أخبار كاذبة من أجل زعزعة استقرار مؤسسات الدولة.
الحقيقة المغايرة: الجزائر المصدر الرئيسي للأخبار الكاذبة
في الوقت الذي تتهم فيه الجزائر جهات خارجية بشن حملة تضليل إعلامي، فإن المتابعين للشأن المغاربي يعلمون جيدًا أن المصدر الأساسي للأخبار الكاذبة هو الإعلام الجزائري الرسمي، الذي يواصل استهداف المغرب بمعلومات ملفقة.
وقد تجلى ذلك بشكل واضح خلال نهاية الأسبوع، حيث تم نشر أخبار كاذبة باستعمال الهوية البصرية لموقع “هسبريس” المغربي في محاولة للإضرار بصورة المؤسسات المغربية. ومن المستبعد تمامًا أن تكون هذه الأخبار قد نُشرت من داخل المغرب، بالنظر إلى الوطنية القوية للمغاربة وتعلقهم برموز بلادهم. وبالتالي، فإن المصدر الوحيد لهذه الحملة هو النظام الجزائري المعروف بعدائه المعلن للمغرب، والذي أكده حتى رئيسه عبد المجيد تبون في عدة مناسبات.
محاولة للتغطية على تصريحات عبثية
بالإضافة إلى هذه الادعاءات، حاولت وكالة الأنباء الجزائرية تبرير التصريحات المثيرة للسخرية التي أدلى بها وزير الاتصال الجزائري محمد ميزيان، والتي زعم فيها أن “9000 صحفي عبر العالم” يعملون على تشويه صورة الجزائر.
وقد لاقت هذه التصريحات استغرابًا وسخرية واسعة، حيث تساءلت العديد من وسائل الإعلام الدولية عن مدى واقعية هذا الرقم، مشيرة إلى أن الجزائر ليست ذات أهمية استراتيجية بحيث تتطلب مثل هذا العدد الهائل من الصحفيين لمراقبتها أو استهدافها.
ومع ذلك، وبدلًا من التراجع عن هذه الادعاءات غير المنطقية، خرجت وكالة الأنباء الجزائرية للدفاع عن الوزير، زاعمة أنه “خبير في معركة القوة الناعمة في المجال الإعلامي”، وأن تصريحاته تستند إلى “بيانات دقيقة” وليس مجرد مزاعم فارغة.
حملة مستمرة هدفها المغرب وليس الحقيقة
في المحصلة، يبدو أن النظام الجزائري يستغل كل الفرص الممكنة لمهاجمة المغرب، حتى لو كان ذلك عبر نشر نظريات المؤامرة والسيناريوهات الهوليوودية التي لا يصدقها أحد. فبدلًا من التركيز على حل مشاكله الداخلية والتحديات التي تواجه الشعب الجزائري، يواصل النظام تبني سياسة تصدير الأزمة عبر اتهام المغرب بأنه السبب وراء كل مشاكله.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل الجزائر أسيرة هذا الخطاب العدائي الذي لم يحقق لها سوى مزيد من العزلة والانتقادات الدولية؟