هشام جيراندو : من الابتزاز إلى السقوط في عالم الافتراء

في عالم الإنترنت الذي أصبح مسرحًا للآراء والأفكار، برزت بعض الشخصيات التي استغلت هذه الفضاءات الافتراضية لتحقيق مآرب شخصية، وكان هشام جيراندو أحد هذه الأسماء التي صنعت لنفسها مكانة في هذا العالم المظلم، حيث يتشابك الاحتيال مع الابتزاز، وتُستخدم الأكاذيب كوسيلة للتربح

جيراندو، الذي انتقل إلى كندا بعد أن غادر وطنه المغرب، لم يجد ما يشغل به وقته سوى اللجوء إلى عالم الفبركات الافتراضية. بعيدًا عن قيم الصدق والنزاهة، اتخذ من منصات التواصل الاجتماعي سلاحًا لتصفية حسابات شخصية والتربح من خلال التشهير بالآخرين. يعتمد على نشر اتهامات جزافية لا أساس لها من الصحة، متخفيًا خلف قناع المصلح الذي يدعي كشف الحقائق.

يعتمد جيراندو في استهدافه على أسلوب ممنهج يقوم على استدراج ضحاياه، إما بالترهيب أو التشهير. يضعهم أمام خيارين: الخضوع لمطالبه أو مواجهة حملات تشويه سمعتهم عبر منصات التواصل. في كلا الحالتين، يسعى لتحقيق أهدافه المالية، مستغلًا جهل البعض وضعفهم أمام هجماته الافتراضية.

ما يثير السخرية هو أن جيراندو، الذي يدعي محاربة الفساد، تحول هو نفسه إلى نموذج للفساد. يستمد أرباحه من مقاطع الفيديو التي ينشرها، حيث يجد في كل “إعجاب” و”تعليق” مكسبًا ماديًا. لكنه يغفل عن حقيقة أن قناع “البطل الافتراضي” الذي يرتديه قد بدأ بالتلاشي، مع انكشاف أساليبه الملتوية أمام الجمهور.

الطبيعة المتناقضة لشخصيته تتجلى بوضوح في طريقة عمله. فهو الذي يدعي الدفاع عن القيم، يستخدم التلفيق والفبركة كأدوات رئيسية لتحقيق مآربه. وبينما يقتات على ثمار التضليل، يروج لخطاب مليء بالكراهية والتحريض، في محاولة لإبقاء الأضواء مسلطة عليه.

مع مرور الوقت، بدأت دائرة المتعاطفين معه تضيق، بعد أن أدرك الكثيرون حقيقته. فحتى أولئك الذين انخدعوا في البداية بظاهر خطابه، باتوا يعترفون بأنه لا يعدو كونه شخصًا يسعى للاغتناء على حساب الآخرين. النسيان يقترب منه شيئًا فشيئًا، بينما يواصل تخبطه في محاولات يائسة للحفاظ على صورته المزعومة.

إن هشام جيراندو ليس إلا مثالًا على شخصيات افتراضية وجدت في الإنترنت ملاذًا لتحقيق مكاسب شخصية. لكن، كما أثبتت الوقائع، فإن الحقيقة دائمًا ما تظهر، لتفضح زيف الأوهام وتضع حدًا لكل من يتخذ الكذب والابتزاز منهجًا.

Exit mobile version