وثيقة سرية تكشف دور الجزائر وجبهة البوليساريو في دعم نظام بشار الأسد خلال الثورة السورية
وثيقة سرية : كشف تسريب وثيقة استخباراتية صادرة عن إدارة المخابرات العامة السورية بتاريخ يناير 2012 تفاصيل خطيرة تتعلق بتورط الجزائر وجبهة البوليساريو في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال فترة الثورة السورية. الوثيقة التي تحمل طابع “سري للغاية” توضح تنسيقًا عسكريًا عميقًا بين النظام السوري والجيش الصحراوي المدعوم من الجزائر، مما يعكس التهديد الذي تشكله الجزائر وجبهة البوليساريو على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة.
تشير الوثيقة إلى تقديم قيادات جبهة البوليساريو طلبًا رسميًا إلى السلطات السورية، يطلبون فيه إشراك مقاتليهم في برامج تدريب عسكري تحت إشراف الجيش السوري. وقد تمت هذه الخطوات بمباركة وتنسيق جزائري، مما يظهر دور الجزائر المحوري في توفير الدعم اللوجستي والعملياتي لجبهة البوليساريو. وفقًا للوثيقة، تم إرسال 120 مقاتلًا إلى معسكرات تدريب متخصصة داخل سوريا، حيث تم تدريبهم في وحدات الهندسة العسكرية والقتال التكتيكي، بهدف توظيفهم لاحقًا في مهام قتالية خاصة لدعم قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة.
تعكس الوثيقة الاجتماعات السرية التي عقدت في الجزائر بين ممثلي النظام السوري وقادة البوليساريو، بإشراف مباشر من إبراهيم غالي واللواء محمد لمين البوهالي. كما تسلط الوثيقة الضوء على التعاون بين البوليساريو وحزب الله اللبناني، حيث سافرت قيادات الحزب إلى بيروت في أواخر 2011 للتنسيق مع المقاومة اللبنانية وتبادل الخبرات القتالية، مما يشير إلى محاولات توسيع دائرة التأثير عبر استغلال الصراعات الإقليمية.
تؤكد الوثيقة أن دعم الجزائر وجبهة البوليساريو للنظام السوري يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، خاصة وأن الجزائر، التي طالما تصف نفسها بأنها طرف محايد، تظهر هنا كطرف فاعل يمد النظام السوري بمقاتلين وأدوات عسكرية عبر حلفائه. هذا الدعم يُعتبر خرقًا واضحًا للأعراف الدولية، ويبرز شبكة تحالفات مشبوهة تعبر الحدود لاستغلال موارد الشعوب في دعم أنظمة قمعية وجماعات مسلحة على حساب أمن واستقرار المنطقة.
تُظهر هذه المعطيات الدور المحوري للجزائر وجبهة البوليساريو في تأجيج الأزمات الإقليمية، مما يجعل من الضروري تسليط الضوء على تحركاتهما خارج مخيمات المختطفين في تندوف، والتدخلات المشبوهة التي تستهدف إشعال التوترات في مناطق مختلفة، مما يضعف جهود الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.